UTV-العالم

تحول موقف السيارات المجاور لحديقة “ميني إسرائيل” من أكثر المواقف ازدحاما في إسرائيل، إلى الأكثر شهرة، بعد كشف النقاب عن أن رفات العشرات من قوات النخبة المصرية لا تزال مدفونة تحته.

وأثارت الأخبار التي نشرتها الصحافة العبرية عن مقبرة جماعية قرب اللطرون لمقاتلي الكوماندوز المصريين الذين قتلوا في حرب عام 1967 ضجة كبيرة في مصر وإسرائيل، تواصل على إثرها القادة.

القصة التاريخية وفق الصحافة العبرية:

بحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت” فإنه “في يونيو 1967، قبل سنوات عديدة من إنشاء المتنزه الشعبي(ميني إسرائيل)، اندلعت معركة دامية هنا وفي الحقول المجاورة لكيبوتس ناحشون، مع اندلاع الحرب – مقاتلو الجيش الإسرائيلي وشرطة الحدود ضد وحدات كوماندوز مصرية كبيرة نقلتها مصر إلى الاردن، وكان من المفترض أن يفاجئ أفراد الكوماندوز القوات الجوية الإسرائيلية ويهاجمون المطارات، حيث أبحروا إلى داخل الأراضي الإسرائيلية، لكنهم كانوا مجهزين بمعلومات قديمة عندما أدركوا أنه لا يوجد مطار في الرملة، وبدأوا في مهاجمة كل مركبة وكل شخص رأوه، لكن في النهاية، وجد المصريون أنفسهم محاصرين في “المنطقة الحرام” في وادي أيالون، وقتل العشرات من الجنود المصريين، ربما يصل عددهم إلى 100، في هذا القطاع خلال الأيام الستة من الحرب، ومع توقف القتال، كان لا بد من فعل شيء بأجسادهم”.

هذا وكشف الصحفي الإسرائيلي، يوسي ميلمان، يوم الجمعة الماضي، عن مجزرة راح ضحيتها ما لا يقل عن 20 جنديا مصريا في حرب عام 1967، حيث قال عبر سلسلة تغريدات في “تويتر”: “بعد 55 عاما من الرقابة الشديدة، يمكنني أن أكشف أن ما لا يقل عن 20 جنديا مصريا قد أحرقوا أحياء ودفنهم الجيش الإسرائيلي في مقبرة جماعية، لم يتم وضع علامات عليها، ودون تحديد هويتها، مخالفا لقوانين أسرى الحرب، في اللطرون (قرب القدس)..حدث ذلك خلال حرب 1967”.

وحول أسباب تواجد الجنود المصريين في تلك المنطقة، أشار ميلمان إلى أن “الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، كان قد وقع قبل أيام من نشوب الحرب، اتفاقية دفاع مشترك مع العاهل الأردني الملك الحسين بن طلال، الذي كان يسيطر على الضفة الغربية”، متابعا: “نشرت مصر كتيبتين من الكوماندوز في الضفة الغربية بالقرب من اللطرون.. كانت مهمتهم هي الهجوم داخل إسرائيل والاستيلاء على اللد والمطارات العسكرية القريبة..وقع تبادل إطلاق النار مع جنود الجيش الإسرائيلي وأعضاء كيبوتس نحشون (تجمع زراعي تعاوني) وتم أسر بعضهم..عند نقطة معينة، أطلق الجيش الإسرائيلي قذائف هاون وأضرمت النيران في آلاف الدونمات غير المزروعة من الأحراش البرية في الصيف الجاف..مات ما لا يقل عن 20 جنديا مصريا في حريق الأحراش”.

ونقل الصحفي الإسرائيلي عن زين بلوخ (90 عاما) القائد العسكري لكيبوتس نحشون قوله: “لقد انتشر الحريق سريعًا في الأدغال الحارة والجافة، ولم يكن لدى المصريين فرصة للنجاة”.

وأكمل بلوخ: “في اليوم التالي جاء جنود من الجيش الإسرائيلي مجهزين بجرافة إلى مكان الحادث وحفروا حفرة وقاموا بدفن جثث الجنود المصريين وغطوها بالتربة”.

ونشر الموقع الإلكتروني لصحيفتي “يديعوت أحرونوت” و”جيروزاليم بوست” الإسرائيليتين تفاصيل مشابهة لما ذكره ميلمان.

الموقف المصري:

– إثر هذه الأخبار، أعلنت مصر أن سفارتها لدى تل أبيب ستتواصل مع السلطات الإسرائيلية لتقصي حقيقة التقارير عن مقبرة جماعية لجنود مصريين أحرقتهم إسرائيل أحياء في حرب عام 1967، حيث قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، أحمد حافظ، في تصريح ردا على سؤال حول ما تردد في الصحافة الإسرائيلية إتصالا بوقائع تاريخية حدثت في حرب عام 1967، إنه “تم تكليف السفارة المصرية في تل أبيب بالتواصل مع السلطات الإسرائيلية لتقصي حقيقة ما يتم تداوله إعلاميا، والمطالبة بتحقيق لاستيضاح مدى مصداقية هذه المعلومات وإفادة السلطات المصرية بشكل عاجل بالتفاصيل ذات الصلة”، لافتا إلى أن “السفارة المصرية في إسرائيل تواصل متابعة هذا الموضوع”.

– أثار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التقارير حول المقبرة الجماعية للجنود المصريين الذين أحرقتهم إسرائيل أحياء في حرب عام 1967، في اتصال هاتفي مع رئيس وزراء إسرائيل يائير لابيد، إذ أوضح المتحدث باسم الرئاسة المصرية، السفير بسام راضي، أنه “تم التوافق على قيام السلطات الاسرائيلية بتحقيق كامل وشفاف بشأن ما تردد من أخبار في الصحافة الإسرائيلية إتصالاً بوقائع تاريخية حدثت في حرب عام 1967 حول الجنود المصريين المدفونين في القدس، وأن لابيد أكد أن الجانب الإسرائيلي سيتعامل مع هذا الأمر بكل إيجابية وشفافية، وسيتم التواصل والتنسيق مع السلطات المصرية بشأن مستجدات الأمر بغية الوصول الى الحقيقة”.

 

الموقف الإسرائيلي:

أوعز رئيس الوزراء الإسرائلي، يائير لابيد، إلى سكرتيره العسكري، آفي جيل، بالتحقق من المعلومات التي نشرتها صحيفة “يديعوت أحرونوت” بشأن المقبرة الجماعية لجنود كوماندوز مصريين تعود لفترة حرب الأيام الستة، والتي تقع تحت ساحة موقف سيارات “ميني يسرائيل” في منطقة اللطرون.

تحرير: سرمد القيسي