انسحاب فتلويح بالشارع فدعوة إلى صلاة مليونية جامعة، يقابلها ترقب إطاري وتأجيل لإعلان قائمة المرشحين لرئاسة الحكومة.
وبين فريقين منقسمين، يختزل الخلاف على منصب يخشى أن يكون مرشحه من الصف الأول أو الثاني “شرارة” لإشعال فتيل غضب الشارع.
وهنا يرزح الإطار التنسيقي تحت نوعين من الضغط، فمنذ انسحاب مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري، استغرقت قواه وقتا طويلا للاتفاق على تشكيل الحكومة، فثمة قلق حقيقي من أن يتسبب التأخير في فشلها وانقلاب الأمور لصالح خصم يحرك خيوطا تتشابك على فهمها قواعد المناورات السياسية.
ويتمثل الضغط الآخر بمواجهة اشتراطات الحزب الديمقراطي الكردستاني وتحالف السيادة، وانقسام قوى التنسيقي بين موافق ورافض، على نقاط أبرزها إخراج الفصائل من المدن وإعادة النازحين إلى مناطقهم، وخاصة جرف الصخر، وحل ملف نفط كردستان بما يرضي أربيل.
ومع تأخر انطلاق المفاوضات المتعلقة بتشكيل الحكومة، تقول مصادر سياسية إن سبب عدم بدء المفاوضات الرسمية مع الكرد والسنة يعود إلى انعدام الثقة بين مختلف الأطراف، إلى جانب انتظار ما ستؤول إليه الأمور بعد الصلاة التي دعا إليها الصدر في 15 الشهر الحالي، تجنبا لاستفزازه.
وبحسب مصادر مقربة من الإطار، فإن تأجيل موعد بدء المفاوضات سيزيد الضغط على قواه التي تستعجل تشكيل الحكومة خوفا من سيناريوهات غير محسوبة.
وفيما تتحدث إحدى نائبات الإطار عن تبييض الأيام السود كمشروع للحكومة المقبلة، ترى قوى مستقلة وناشئة أن مشروع التوافق لن يأتي إلا بحكومة لا تختلف عن سابقاتها، وهي رؤية أخرى تمثل عقبة أمام قوى الإطار الساعية إلى جمع نصاب الثلثين غير المتحقق إلى الآن.