فوجئ سكان البصرة بمشهد نفوق جماعي للأسماك في نهر العشار، وهو بالنسبة إليهم نذير شؤم وعلامة بيولوجية على حدوث الأسوأ. والأسوأ ما حصل صيف عام 2018 عندما أصيب أكثر من 100 ألف شخص بحالات تسمم نتيجة تلوث المياه.
ويقول أبو أحمد، مواطن، إن “نهر العشار كانت مياهه عذبة، وتعيش فيها الأسماك، ويسبح الأطفال، أما اليوم فهو مصدر للروائح الكريهة بسبب تلوثه وعدم وجود أي عناية به وبغيره”.
وتقصت Utv عن الأسباب وتوصلت إلى النتيجة. فمديرية الزراعة أرجعت ما حصل من هلاكات إلى تلوث نهر العشار جراء رمي المخلفات ومياه الصرف الصحي فيه، ما جعل مياهه بيئة مناسبة لتكاثر الطحالب الضارة، ونضوب الأوكسجين المذاب.
ويقول شاكر عبد الرزاق، مدير قسم الأسماك في زراعة البصرة، إن “السبب الرئيس لنفوق الأسماك هو التدهور البيئي في نهر العشار، بسبب رمي المطاعم للنفايات في النهر، ومياه المجاري أيضا”.
ويضيف أن هذه الأفعال “أدت إلى نمو الطحالب في المياه متسببة بنقص حاد في الأوكسجين والنتيجة كانت نفوق الأسماك”.
وأخذ باحثون من جامعة البصرة، على إثر الحادثة، عينات من المياه وأخضعوها للفحص المختبري، وأظهرت النتائج الأولية أن الظاهرة محدودة ولا تشكل خطرا، وهي تحدث سنويا في فصل الصيف بفعل الحرارة المرتفعة وتراكم المخلفات في الأنهار لعدم كريها.
ويقول د. سعد شاهين، رئيس جامعة البصرة، إن “الظاهرة محدودة، وليست خطيرة، وكل سنة تحدث في مثل هذا الوقت بحسب رأي الخبراء، بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وقلة حركة الأنهار لعدم كريها وتنظيفها، ما يؤدي إلى قلة الأوكسجين في المياه، لهذا تطفو الأسماك للسطح بحثا عن الأوكسجين وبعدها تنفق”.
ويكمن تدارك الأزمة، بحسب توصيات المختصين، في تحويل شبكات الصرف الصحي إلى محطات لمعالجتها، بدل قذفها في الأنهار.
ويعد نفوق الأسماك مؤشرا على تردي نوعية المياه، ونذير بخطر قادم، ما يستدعي اتخاذ تدابير لازمة قبل وقوع الكارثة.