محرمات بترولية.. وصف يقتل الأرض الزراعية لتحيا فوق أطلالها إنتاجية من نوع آخر، فالبصرة قد تشهد نهاية حقبتها الزراعية، ليس بسبب تعاقب موجات الجفاف واللسان الملحي من الخليج فحسب، فتنامي الصناعة النفطية أصبح أكثر تأثيرا.
أكثر من 600 ألف دونم من الأراضي الخصبة قضمتها المشاريع النفطية، ومنع استغلالها بوصفها محرمات بترولية تمتلك الأولوية لزيادة إنتاجها النفطي، على حساب البساتين رغم وفرة إنتاجها.
ويقول هادي حسين، مدير زراعة البصرة، لـUTV، إن “استحواذ شركات النفط على مساحة كبيرة الأراضي الزراعية، وهي من أخصب أراضي البصرة، حيث تقدر مساحتها بـ664 ألف دونم، إضافة إلى المد المحلي وخروج قضاءي الفاو وأبو الخصيب وناحية السيبة عن الخط الزراعية، فضلا عن شح المياه وتردي نوعيتها بسبب قلة الأمطار أسباب أضعفت القطاع الزراعي”.
وتبلغ مساحة الأراضي الزراعية المستغلة حاليا قرابة 60 ألف دونم فقط من أصل 5 ملايين، أما بقية المساحة فهي أراض جرداء تحاصرها الحقول النفطية ويقتلها الظمأ بفعل شح المياه، وهذا ما جعل الإنتاج الزراعي في البصرة يتراجع إلى درجة استيراد الأغذية والمنتجات كافة لتغطية الاستهلاك المحلي.
ويقول علاء البدران، المختص بالشأن الزراعي، لـUTV، إن “كل المساحات المزروعة في البصرة لا تتجاوز 60 ألف دونم، والحديث عنها لا يشكل رقما كبيرا قياسا إلى حاجة البصرة من الإنتاج الزراعي، لهذا تلاحظ أن البصرة غير مكتفية زراعيا أصلا”.
وهجر آلاف الفلاحين أراضيهم في ظل إهمال الزراعة، وعدم وضع استراتيجية لمعالجة التوسع النفطي ونقص المياه، وكلها عوامل أصابت الإنتاج المحلي بالشلل.