يزيد عمر مئذنة جامع السراجي في البصرة على 300 عام، ما جعلها تصنف من المنارات الأثرية في العراق، وهي مهددة الآن بالهدم مع الجامع بهدف توسعة الطريق السياحي في قضاء أبي الخصيب.
وقال د. علاء الموسوي، التدريسي في كلية التاريخ بجامعة البصرة، لـUTV، إن “مسجد السراجي من المساجد التاريخية المعروفة، وهناك روايتان بشأن تاريخ بنائه، الأولى تقول إنه بني عام 1727 م، والثانية تفيد بأن عبد الوهاب القرطاس بناه عام 1902”.
وفيما نفى ديوان الوقف السني في بيان رسمي موافقته على هدم جامع السراجي الأثري، أكدت الحكومة المحلية حصول اتفاق مسبق مع الديوان ينص على إزالة الجامع لتعارضه مع مسار الطريق الاستراتيجي، على أن تقوم الحكومة ببناء المسجد في مكان قريب من موقعه الأصلي.
وقال معين الحسن، المتحدث باسم حكومة البصرة، لـUTV، إن “الطريق الرابط بين أبي الخصيب ومركز المدينة هو طريق سياحي استراتيجي، ووجود هذا الجامع يتعارض مع الطريق”.
وأضاف “لذلك تمت مخاطبة الوقف السني بشأن توسعة الطريق، فأبلغونا بأنهم لا يعارضون ذلك، مستشهدين بحديث نبوي يثبت أن الطريق أهم من الجامع”.
وتعالت أصوات المهتمين بالتاريخ والتراث تدعو الحكومة إلى عدم تحريك جرافاتها لهدم الجامع، مطالبين بالاهتمام بهذا الصرح الأثري.
وطرحت الحكومة، على خلفية ذلك، عددا من الخيارات لنقل المنارة بدلا من إزالتها بالاتفاق مع وزارة الثقافة والسياحة والآثار.
وأوضح الحسن أن “من بين الحلول تقطيع المنارة إلى 4 قطع، ومن ثم نقلها إلى الجهة المحاذية للطريق، أو ترقيم الطابوق الذي شيدت به المنارة”.
وتعاني المواقع الأثرية والتراثية في البصرة الإهمال بسبب غياب العناية بها، من دون أي اعتبار لقيمتها الحضارية، حتى كاد الخراب يمحو هويتها التاريخية.