خلفت العاصفة الترابية، التي ضربت العراق ليل الأربعاء واستمرت حتى ليل الخميس، أكثر من 5 آلاف حالة اختناق.
وكتم الغبار على أنفاس سكان 6 محافظات في الوسط والجنوب، بينها العاصمة بغداد، في ساعات حرجة أوقفت الأنشطة الحياتية، واحتمى الناس خلالها بالبيوت، لكن الأتربة تسللت إليهم حتى جوف صدورهم.
وقال باسم الفضلي، أستاذ الجغرافيا في كلية الإمام الكاظم، لـUTV، إن “قلة الأمطار والواردات المائية فاقمت من مشكلة التصحر والجفاف، ما أدى إلى تكرار العواصف الغبارية”.
وأضاف الفضلي أن “محافظات وسط وجنوب العراق أصبحت طاردة للاستثمارات ومسببة للأمراض بسبب العواصف الغبارية المتكررة”.
ويبدو أن العواصف الترابية ستكون رفيقا للعراقيين على مدى الأعوام المقبلة، فبحسب تصريح سابق لوزارة البيئة، ارتفع عدد الأيام المغبرة إلى 272 يوما في السنة، فيما تتحدث التقارير المناخية عن تراجع كبير في المساحات الخضر، ففي السهل الرسوبي وحده ضرب التصحر أكثر من 4 ملايين دونم.
وقال فرحان فياض، أحد المزارعين في ذي قار، لـUTV، إن “الأتربة تؤثر في الأشجار وثمارها، وقد خسرنا ثمارا كثيرة بسبب العواصف الترابية”.
وأدى تراجع الزراعة وتدني مناسيب مياه الأهوار والأنهار والمسطحات المائية إلى أزمات تولدت عنها أزمة اليوم، فيما يرجع وزراء سابقون تراجع الحصص المائية وتفاقم نسب التصحر إلى هدر الأموال وغياب الإدارة الصحيحة لمعالجة هذا الملف.
ومع هذه التحديات التي تشكلها التغيرات المناخية على الصحة والاقتصاد في العراق، تبقى الإجراءات الحكومية غائبة، على الرغم من وجود تشكيلات حكومية في وزارة الزراعة كان الهدف من إنشائها مواجهة التصحر وزحف الرمال، لكن الواقع يؤكد عجز هذه الدوائر لقلة الإمكانات والبيروقراطية وغيرها من المشاكل التي قد تختصرها كلمة “الفساد”.