الفنانة السورية بثينة علي حلمت عام 2010 باستخدام منحوتات لطيور حمام في فنها وعرضها على جسر رئيسي في دمشق لتبعث رسالة سلام.
لهذا الغرض جمعت بثينة، وهي أيضا أستاذة فنون جميلة، في ذلك الوقت 15 ألف منحوتة صغيرة من شأنها أن تنقل الفن إلى الشوارع بعيدا عن جدران صالات المعارض الفنية.
لكن أحلامها تبددت عندما اندلعت الحرب الأهلية في سوريا عام 2011.
وبعد أحد عشر عاما وضعت بثينة فكرتها في أيدي 15 من خريجي الفنون الجدد ودشنت معرضا بعنوان: “ذات مرة.. نوافذ”.
وقالت الفنانة السورية بثينة علي: “وقت بيكون بين العالم بيحيا العمل، وقت بيكون بمتحف أو بغاليري أو بصالون ببيت بيظل العمل له شوية عالم، بس وقت بيكون بالشارع هادي شغلة كبيرة”.
وأضافت: “أحيانا بالأفكار اللي خلقوها الشباب، فيها شوية حزن لأنهن عاشوا حرب فهن كانوا كتير صادقين بأعمالهن، ففكرة العمل بينت شوي حزينة لأن هدول أطفال عاشوا حرب ١١ أو ١٢ سنة. بس بنفس الوقت بتحس فيه أمل كتير كبير متل ما دائما السوري بيقدر يرجع دائما يوقف على رجليه بعد كتير وجع”.
والآن تنتشر المنحوتات الصغيرة البيضاء في أزقة ومنازل مدينة دمشق القديمة حيث يسير الزوار لتفقد طيور الحمام، كل منها معلق ليعكس مفهوما معينا.
وتحمل الفكرة، التي حملت في يوم من الأيام رسالة أمل وجمال، الآن مخاوف مبدعيها الذين عاشوا حربا لأكثر من عقد من حياتهم.
وقالت الفنانة بثينة علي عن الفنانين المشاركين في المعرض: “هن رح يصيروا شي مهم لأن إذا بها التسهيلات والإمكانات رغم الوجع والألم طلع معنا ها الأعمال فكيف لو بتنفتح ظروف أفضل أو إمكانيات أفضل.. قد إيش يمكن يقدموا”.
وتجسّد الفنانة ليلاس الملا مخاوفها بشأن البقاء في بلد تمزقه حرب أهلية وأزمة اقتصادية في صورة عش تُحبس فيه طيور حمام.
وقالت: “وطني ما عاد بالدفء نفسه، ما عاد بالأمان نفسه، صرت أحس إنو إذا ما طلعت منه ممكن أعلق”.
ويقول فنانون إنهم استخدموا ما يقرب من ثلاثة آلاف منحوتة من طيور الحمام في المعرض المفتوح للزوار حتى 15 أبريل/نيسان.
وقال الفنان السوري مصطفى علي: “يعني إحنا مو المطلوب نشرح للمشاهد إنو يشوف، نحنا علينا إنو نشتغل وهو بدو يشوف ويتفرج ع العمل ويتفاعل معه، ممكن يتفاعل بعشرة بالمية وواحد تاني يتفاعل ب ٢٠ و ٣٠ بالمية، على محاولات عدة بيقدر بفهم شي صار موجود بحياتنا، اسمه الفن المفاهيمي”.