يهرب الطفل أبو الحسن، المصاب باضطراب التوحد، من عزلته بصناعة الأشكال الكارتونية والرسم والكتابة.
والتحق أبو الحسن، قبل عام ونصف العام، بأحد المعاهد الأهلية للمصابين بالتوحد، لكن إدارة المعهد أبلغت أسرته بأنها لن تستقبله في الأيام المقبلة إثر بلوغه الثامنة من العمر، كما أن المدارس الحكومية ترفض استقباله وأقرانه.
وتقول والدة الطفل أبو الحسن لـUTV “أبلغتنا إدارة المعهد أن الطفل الذي يبلغ عمره أكثر من 7 سنوات مهيأ للمدرسة، وتتوقع توقف المعهد عن استقباله في أي وقت”.
ولا توجد إحصائية رسمية للمصابين بالتوحد في عموم العراق، لكن الأرقام في المثنى تفيد بتسجيل قرابة 134 طفلا مصابا، وهم يعانون الإهمال الحكومي، مقابل انشغال منظمات للمجتمع المدني بالدفاع عن حقوقهم ورعايتهم.
وتطالب شيماء عقيل، الناشطة في مجال حقوق مصابي التوحد، بأن “يكون لهم مركز حكومي متخصص بإشراف اطباء نفسيين متخصصين، إضافة إلى دمج حالات طيف التوحد البسيط ومتلازمة (اسبرجر) مع الاطفال الأصحاء في المدارس”.
وتفتقر المثنى إلى دار أو مركز للمصابين بالتوحد، باستثناء معهد أهلي واحد يستقبل 38 حالة فقط.
وتقول دائرة ذوي الاحتياجات الخاصة إنها رفعت كتابا رسميا للمطالبة بإنشاء معهد رسمي للمصابين بالتوحد.
ويفيد محمد كاظم، المتحدث باسم قسم ذوي الاحتياجات الخاصة في المثنى، بأن “عدم وجود معهد للتوحد يعود إلى عدم وجود بناية وعدم وجود كوادر، لأن التوحد يحتاج إلى كوادر خاصة ومدربة”.
وتشير أرقام إلى وجود قرابة 20 مركزا حكوميا وأهليا لرعاية مصابي التوحد في العراق، وأغلبها يفتقر إلى طواقم طبية متخصصة برعاية المصابين ودمجهم في المجتمع.