في مهرجان الموصل الدولي للموسيقى، ترددت أصداء الألحان التقليدية من العراق والأندلس وغير ذلك من الأماكن في مدينة الموصل القديمة.
نظمت المهرجان مؤسسة “العمل للأمل” بدعم من مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين والاتحاد الأوروبي، بهدف تدريب الموسيقيين الشبان وتشجيعهم، وإقامة جسور وروابط بين المجموعات الموسيقية من الخارج، حسبما قالت مديرة المؤسسة بسمة الحسيني لرويترز.
وعلى مدى عدة أشهر، تلقى أكثر من عشرين عازفا موسيقيا عراقيا تدريبات في الموصل وأسسوا أربع مجموعات موسيقية مختلفة، وقدموا عروضهم في المهرجان إلى جانب مجموعات من فرنسا وإسبانيا وإيطاليا.
وقالت بسمة الحسيني إن القاسم المشترك بين هذه الفرق هو أنها تعزف أنواعا من الموسيقى تُعتبر تقليدية في بلادها.
وعزفت الفرق الموسيقية من العراق الألحان السريانية والتركمانية وغيرها من الألحان التقليدية التي تُعزف في حفلات الزفاف والاحتفالات الشعبية الأخرى.
وأضافت بسمة أن الهدف يتمثل في إعادة هذه التقاليد للحياة مرة أخرى في الموصل، التي يتطلع الشباب فيها إلى عزف الموسيقى، لكن فرص التدريب المناسب محدودة أماهم.
وقدم ليث صديق، وهو عازف كمان ومؤلف موسيقي عراقي مغترب فر من العراق بسبب الحرب وعمل بالموسيقى، عرضا في المهرجان مع فرقة تسمى “جذور الأندلس”.
وقدم مع الفرقة مجموعة مختارة من الأغاني العراقية التقليدية بنكهة الفلامنجو.
وقال: “الفرقة إلي معي هي فرقة من إسبانيا اسمها جذور الأندلس. راح نقدم منوعات من مقطوعات منها أغان عراقية ولكن معمولة بطريقة قريبة إلى موسيقى الأندلس. موسيقى الفلامنجو كما نعرف من أهم الموسيقيين إلي عاشوا إلي هو زرياب من أهل الموصل انتقل إلى إسبانيا، إلى الأندلس، وكان جزءا مهما في تكوين موسيقى الفلامنجو الى نعرفها اليوم”.
وأعرب سكان الموصل الذين حضروا المهرجان عن أملهم في أن يصبح المهرجان مناسبة سنوية وأن يحيي الأنشطة الموسيقية في مدينتهم التي ظلت مسرحا للعنف والصراع المسلح لسنوات.
وقالت مواطنة عراقية تدعى أنفال: “مهرجان أول مرة يصير بعد 2003 وبعد الأحداث إلي صارت وأحداث 2014. شي جميل أنه الموصل تقوم بهذه المهرجانات الثقافية والموسيقية وإحنا سعيدين ونتمنى تبقى وتستمر وتكون سنوية”.
وقال وليد سعيد وهو مغن ومسؤول فني بفرقة نينوس “الركيزة الأولى للفن الذي تقدمه هذه الفرق هو في الحقيقة اللون التقليدي التراثي الأصيل الجميل.. هي في الحقيقة خطوة لإعادة وصياغة هذا اللون التراثي الجميل الذي يكاد أن يندثر وجاء هذا المشروع، مشروع سماع العراقي، لإحياء هذا اللون وهذا التراث العريق”.
وقال عراقي يدعى شعلان مروان: “كلش سعيدين بهكذا مهرجانات عالمية تجمع الموسيقى العراقية والمصلاوية مع الموسيقات العالمية.. هذا نتمنى يتكرر من خلال السنة (سنويا)”.