استعادت الكويت أحد أبرز فعالياتها الثقافية السنوية مع انطلاق الدورة السابعة والعشرين من مهرجان القرين الثقافي بعد توقفه في العام الماضي بسبب تفشي جائحة فيروس كورونا عالميا.
المهرجان الذي تأسس في 1994 ويكتسب اسمه من أحد الأسماء القديمة للكويت يمتد حتى الثلاثين من مارس/آذار ويشمل برنامجه ندوات ومحاضرات ومعارض فنية ومسرحيات وورش تدريب.
وكرم المهرجان في الافتتاح الذي تزامن مع الاحتفال بيوم الشعر العربي الشاعرة الكويتية سعاد الصباح لدورها في إثراء الحركة الثقافية والشعرية محليا وعربيا كما أحيا ذكرى الشاعر الجزائري محمد الأخضر السائحي (1918-2005).
وتضمن حفل الافتتاح الذي أقيم على مسرح عبد الحسين عبد الرضا بمنطقة السالمية فقرة بصوت يحاكي صوت العالم الفلكي الكويتي الراحل صالح العجيري (1920-2022) استعرضت لمحات من تاريخ الكويت الثقافي ورموزها الفنية والأدبية.
وقال الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالتكليف عيسى الأنصاري إن عودة المهرجان هي عودة “لجو الكويت الطبيعي”.
وأضاف: “الكويت بلد التنوير، بلد الحضارة، بلد الثقافة، بلد المجتمع المدني المتنوع الداعم، بلد مجلة العربي، بلد القرين، بلد معرض الكتاب”.
وأشار إلى أن تكريم المهرجان هذا العام لأدباء من الكويت وخارجها دليل على أن “الكويت تحتضن ولا زالت لديها الرغبة في استمرار دعم الثقافة المحلية والعربية والتواصل مع المكون الثقافي العالمي، لنثبت أننا في بقعة عربية خليجية جميلة تدعم وتعتز بالثقافة“.
يشمل برنامج المهرجان فعاليات متنوعة منها معرض مجلة العربي (وجها لوجه – حوارات ملونة) وفعالية لإحياء موروث الخيل عند العرب ومعرض الوثائق والصور والمخطوطات حول الخيل واحتفالا باليوم العالمي للملكية الفكرية والشباب بعنوان (الابتكار من أجل مستقبل أفضل).
كما يشمل المهرجان تخريج الدفعة الأولى لمشروع بيت الموسيقى للآلات الموسيقية وورشة عن الإبداع في الخط الكوفي وازاحة الستار عن الجدارية الفنية (الكويت وأميركا 60 عاما من الصداقة).
ومن المقرر أيضا عرض مسرحية بعنوان (الطابور السادس) وإقامة ورشة بعنوان (صناعة المحتوى الرقمي) كما يتضمن محاضرات حول الفن والأدب بحلته الجديدة، وأمسية موسيقية، ومعرضا للفن التشكيلي.
وقال وزير الإعلام والثقافة حمد روح الدين في كلمة مسجلة تم بثها خلال الاحتفال إن مهرجان القرين الثقافي “متشوق للقاء بكم بعد انقطاع طويل فُرض علينا بسبب جائحة كورونا”.
وأضاف: “نلتقي بكم اليوم للاحتفال بافتتاح المهرجان السنوي السابع والعشرين من عمر هذه الاحتفالية الراسخة في أذهان الكويتيين والتي تحتفي فيها الكويت بمثقفيها وفنانيها وأدباءها”.
وكرم المهرجان في الافتتاح الفائزين بجوائز الدولة التقديرية لعام 2021 التي فاز بها عبد الله بشارة في مجال الخدمات الثقافية، وخزعل القفاص في مجال الفنون التشكيلية، ويعقوب الحجي في مجال العلوم الاجتماعية.
كما احتفى بالفائزين بجوائز الدولة التشجيعية وهم النحات فهد الهاجري في مجال الفنون التشكيلية والتطبيقية، والمخرج السينمائي صادق بهبهاني في الإخراج السينمائي، وعبد العزيز المرشد في الإخراج التلفزيوني، وعبد الله الشايجي في العلوم السياسية.
وفاز يوسف البناي بجائزة الدولة التشجيعية في الترجمة الأدبية، وعبد الله العتيبي في القصة القصيرة، وعبد الله الهاجري في التاريخ والآثار، وحصة النبهان في التمثيل المسرحي، وأحمد المطوع في أدب الطفل.
وذهبت جائزة الدولة التشجيعية في الدراسات التاريخية والآثارية والمأثورات الشعبية إلى نور الحبشي عن كتابها (العلاقات الكويتية الأمريكية 1868 – 1991).
وأعربت نور، أستاذة التاريخ في جامعة الكويت، عن فخرها بالتكريم في وطنها وبين أهلها قائلة “إنه شيء كبير جدا وعظيم جدا”.
وقالت إن كتابها يعد هو الأول من نوعه في توضيح تاريخ العلاقات الكويتية الأمريكية وطبيعتها، وحظي بإشادة السفارة الأمريكية في الكويت باعتباره مرجعا للعلاقات بين البلدين.