حذرت فرنسا اليوم الاثنين روسيا من اللجوء إلى الابتزاز في المساعي الرامية لإحياء الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية وذلك بعد أن طالبت موسكو بضمان أمريكي ألا تضر العقوبات التي تواجهها بسبب أوكرانيا بتجارتها مع طهران.
وأثارت روسيا عقبة محتملة يوم السبت في الوقت الذي بدا فيه أن محادثات غير مباشرة استمرت على مدار شهور بين طهران وواشنطن في فيينا حول إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 تتجه إلى اتفاق.
وفي طهران، قال متحدث باسم وزارة الخارجية إن إيران تنتظر تفسيرا للطلب الروسي من خلال “القنوات الدبلوماسية” لكنه أضاف أنه يجب ألا تتأثر المحادثات بالعقوبات المفروضة على موسكو التي كان دورها في المفاوضات حتى الآن بناء.
ويوم السبت وصف مسؤول إيراني رفيع في تصريحات لرويترز الخطوة الروسية بأنها غير بناءة.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يوم السبت إن روسيا تريد ضمانا مكتوبا من الولايات المتحدة بأن تجارة موسكو واستثماراتها وتعاونها العسكري التقني مع إيران لن تعرقله العقوبات الغربية التي فرضت على روسيا منذ دخول قواتها أوكرانيا.
وقال مسؤول في الرئاسة الفرنسية للصحفيين مساء أمس الأحد إن الدبلوماسيين يميلون للتعامل مع كل قضية حسب أهميتها دون خلط القضايا.
وأضاف للصحفيين “لأن ما هو خلاف ذلك في الواقع ابتزاز وليس دبلوماسية”.
وتقول كل الأطراف المشاركة في المحادثات إن تقدما تحقق صوب إحياء الاتفاق الذي يحد من البرنامج النووي الإيراني مقابل رفع عقوبات مفروضة عليها. وانسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق في 2018. لكن طهران وواشنطن قالتا إن هناك بعض الخلافات المهمة التي لم يتم تخطيها بعد.
ويقول مسؤولون غربيون إن هناك اهتماما مشتركا بتحاشي نشوب أزمة على صعيد الانتشار النووي وإنهم يحاولون التأكد مما إذا كانت مطالب روسيا متعلقة فقط بالتزاماتها بالاتفاق النووي الإيراني، وأشاروا إلى أن ذلك قد يكون ممكنا لكن ما هو أبعد من ذلك سيشكل معضلة.
لكن دبلوماسيين قالوا لرويترز إن هناك على الأقل قضيتين أساسيتين لم تتم تسويتهما بعد بين طهران وواشنطن ومنهما مدى رفع العقوبات.
ودعا علي شمخاني كبير المسؤولين الأمنيين في إيران واشنطن اليوم الاثنين إلى اتخاذ قرارات سياسية.
وكتب على تويتر اليوم الاثنين “أولوية المفاوضين الإيرانيين هي حل القضايا العالقة الباقية محل البحث التي تعتبر… خطا أحمر. التوصل السريع لاتفاق قوي يتطلب مبادرات جديدة من كل الأطراف”.
ما هو على المحك
حث المسؤول في الرئاسة الفرنسية روسيا على تقييم ما هو على المحك في فيينا “ألا وهو عودة إيران لاحترام التزاماتها” بموجب الاتفاق النووي.
وسعى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يوم الأحد إلى تبديد الحديث عن مثل هذه العقبات عندما قال إن العقوبات المفروضة على روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا ليس لها علاقة باتفاق نووي محتمل مع إيران.
وقال كبير المفاوضين الروس ميخائيل أوليانوف لدى سؤاله عن موقف موسكو اليوم الاثنين “أعتقد أن الأمر ليس للتداول مع الصحفيين في هذه المرحلة.. أعتذر لقول ذلك”.
وقال ثلاثة دبلوماسيين إن المفاوضين الأوروبيين تركوا المحادثات مؤقتا إذ يعتقدون أنهم فعلوا ما بوسعهم والأمر الآن يعود للطرفين الرئيسيين للاتفاق.
وتأتي مخاوف روسيا من تأثير العقوبات الغربية على تعاملاتها مع إيران في أعقاب مساعي كبار المسؤولين الإيرانيين لتعميق العلاقات مع موسكو منذ انتخاب الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، وهو من غلاة المحافظين، العام الماضي.
ودعا الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي إلى توثيق العلاقات مع روسيا لعدم ثقته بالولايات المتحدة.