UTV-ثقافة

 على بعد بضعة أمتار من موقع انفجار مرفأ بيروت عام 2020 وبعد غياب ثلاث سنوات، افتتح النادي الثقافي العربي أمس الخميس دورة استثنائية لمعرض بيروت العربي الدولي للكتاب، في ظل غياب معظم كبرى دور النشر اللبنانية وسط خلافات مع الناشرين.

واعترضت نقابة الناشرين على موعد انعقاد الدورة الثالثة والستين من معرض الكتاب العربي الذي أقيم على الواجهة البحرية لبيروت لأن موعده منذ سنوات يكون عادة في ديسمبر كانون الأول من كل عام.

وعارض العديد من الناشرين اللبنانيين إقامة مهرجانين في غضون عام واحد في ضوء الأزمة الاقتصادية التي يمرّ بها البلد والتي افقدت الليرة اللبنانية أكثر من 90 بالمئة من قيمتها ودفعت الكثير من اللبنانيين الى الفقر.

وقالت رئيسة اتحاد الناشرين اللبنانيين سميرة عاصي إنها أجرت استفتاء مع الناشرين الذين رفضوا المشاركة لأن معظمهم متواجد في مسقط للمشاركة في معرض الكتاب المنعقد هناك حاليا.

وأضافت عاصي لرويترز “موعد معرض بيروت العربي الدولي للكتاب يعقد في شهر ديسمبر كانون الأول من كل عام” وأن الهدف من انعقاده الدورة الاستثنائية في هذا التوقيت بالذات هو هدف مادي فقط”.

بينما قال مدير المعرض عدنان حمود في تصريح نقلته الوكالة الوطنية للإعلام إن الهدف من إقامة هذه الدورة على مساحة أربعة آلاف متر مربع فقط هو “للتعويض عن السنوات الثلاث الماضية”.

وأضاف أن المعرض ألغي “في السنوات الثلاث الماضية بسبب الاضطرابات السياسية والاقتصادية والوباء، ثم جاء انفجار مرفأ بيروت ليدمّر قاعته الواسعة في مجمع بيال، ويحول دون إقامته”.

وغابت العديد من دور النشر اللبنانية البارزة عن معرض الكتاب وتركت أمكنة فارغة في القاعة التي كانت تكتظ على مدى سنوات عدة بكبرى دور النشر اللبنانية والعربية بالإضافة الى الأنشطة الثقافية المرافقة.

وقالت رئيسة النادي الثقافي العربي سلوى السنيورة بعاصيري في كلمة الافتتاح إن هذه الدورة “تحمل تحية إكبارٍ وتقدير إلى شخصيتين يفتقدهما معرض الكتاب في دورته هذه كما تفتقد عطاءاتهما دور النشر قاطبةً، وهما السيد رياض نجيب الرئيس الذي فارقنا في 26 (سبتمر) أيلول 2020 وسماح يوسف إدريس في 25 (نوفمبر) تشرين الثاني 2021. وكلنا أملٌ أن تبقى سيرتهما حافزاً لسائرِ دور النشر في بذل المزيد لتعزيز الدور الفكري والثقافي لصناعة الكتاب ونشره”.

وقال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في افتتاح المعرض “اجتماعنا اليوم في هذا المكان بالذات، يحمل أكثر من رسالة ومغزى. فعلى مقربة من هذا المكان كان زلزال بيروت الأخير الذي أضيف الى سلسلة الزلازل الحديثة والقديمة التي دمّرت مدينتنا بيروت ولكنها عجزت عن قتل الروح فيها، ولذلك فإن بيروت، ولو سقطت لبعض الوقت، تعود وتنهض من جديد أقوى وأكثر عزما وإصرارا، بإرادة جميع اللبنانيين مهما قست عليهم الأيام”.

وأضاف “هذا المعرض، الذي أصرّ منظمّوه على إقامته على رغم الظروف المعاكسة، هو واحة لنا جميعا به نستظّل وعنده نرتاح. هو المكان الطبيعي لحركة لا تهدأ”.