UTV - فنون

عادت أصوات الغناء والموسيقى لترتفع في مهرجان البستان الدولي في بيت مري بجبل لبنان بعد انقطاع العام الماضي بسبب الأزمة المالية الحادة التي تعيشها البلاد إضافة إلى جائحة كورونا.

افتتح المهرجان الذي يتضمن 13 حفلا كلاسيكيا لموسيقيين وفنانين عالميين ولبنانيين، بحفلة أوبرالية أحيتها السوبرانو اللبنانية الكندية جويس الخوري ليل الاربعاء رافقها مدير المهرجان الفني جيانلوكا مارتشيانو عزفا على البيانو.

واختارت السوبرانو التي وصلت الى لبنان قبل خمسة أيام من الحفلة الايطاليين جاكومو بوتشيني (1858-1924) وجوزيبي فيردي (1813-1901) لتغوص معهما في عالم الحب والانتقام والانفعالات المجنونة التي يعيشها العاشق.

وعلى عكس مغنيات الأوبرا كانت السوبرانو تتحرك في تناغم مع عازف البيانو في جو حميم أشاع الدفء في الحفلة التي راعت المسافات بين الحضور.

يستمر المهرجان لغاية 13 مارس آذار المقبل، ونظرا للظروف الاقتصادية قررت لجنة المهرجان أن يكون سعر البطاقة واحدا لكل الحفلات بقيمة 350 ألف ليرة على أن تكون حفلة 22 فبراير شباط مجانية، وتحمل عنوان (يوم لم ينته).

وفي إطار العرض المسرحي الذي يهدف الى التعافي من المآسي من خلال الفن سيطلب الفنان الفلسطيني المولود في لبنان علاء ميناوي من أفراد الجمهور أن يخطوا له رسائل عن شعورهم في وقت انفجار المرفأ في الرابع من أغسطس آب 2020 وكيف يشعرون حتى اليوم وبماذا يفكرون. ويقرأ هو هذه الرسائل فيما يعزف على البيانو اللبناني-الأرمني فلاديمير كوروميليان عزفا ارتجاليا بينما يخط الرسام ومصمم الازياء اللبناني أحمد عامر بطريقة عفوية ما يشعر به.

وكان انفجار هائل في المرفأ عام 2020 قد أدى إلى مقتل أكثر من 200 شخص وإلحاق أضرار بأحياء بأكملها، مما فاقم أسوأ أزمة سياسية واقتصادية في لبنان منذ الحرب الأهلية من عام 1975 إلى 1990.

كما تحيي أميمة خليل حفلة بعنوان (رسايل) يرافقها على البيانو هاني سبليني والاوركسترا الوطنية الشرقية.

ويختتم المهرجان بحفلة (أوبرا من أجل السلام) مع السوبرانو الايرلندية كاتلين نورتشي والتينور الجنوب أفريقي مليندي أوبراي باتو والباريتون من روسيا نيكولاي زميليا سكيخ.

وقالت لورا لحود نائب الرئيسة التنفيذية للمهرجان “أكيد عندنا صعوبات كثيرة ولكن مثل كل اللبنانيين عم نحاول نستمر ونقاوم هذه المأساة والمعاناة لأن الحياة ينبغي أن تكمل والثقافة كتير مهمة، الثقافة تساعدنا في وقت الصعوبات”.

أضافت لرويترز “كل سنة أحلى، هذه السنة في محبة أكثر، في رغبة أكثر، الناس اشتاقت أكثر، كل سنة حلو ولكن هذه السنة مرغوب أكثر. المهرجان بيعطي فرح وبيعطي أمل.”

وقال الفنان اللبناني جورج خباز المشارك في المهرجان “أنا سعيد جدا اليوم، هذه بالنسبة لي عودة إلى الحياة عودة إن البلد لا يعاني من شيء ولا أخاف أبدا مما يحصل في لبنان لأنه معنا الله”.

أما الوزير السابق غسان حصباني فقال “هذا الجواب لكل الذين يسعون إلى غرق لبنان. هذا الجمهور وهذا النجاح وهذا الرقي هو الجواب على كل ما يقال عن لبنان”

وقال جورج غولسريان لرويترز “الحفل كتير كتير حلو وصرنا مشتاقين كتير للحفلات الموسيقية والفنية عامة في لبنان. صار لنا سنتين تقريبا الحياة الفنية متوقفة في لبنان. أعتقد إن هذه أول خطوة قام بها الشباب هنا في البستان”.

أضاف “أكيد بحاجة كتير كتير في ظل سوء الأحوال والتشنج السياسي والاقتصادي، الفن هيك معبر عن فرحنا وعن كل شي ونرتاح نفسيا، الفنانين كتير حلو والسوبرانو…مشتاقين كتير لليال فنية كتيرة”.