لا يتذكر شيئا إلا أنه ألقى بجسم غريب بالقرب من أغنامه في بادية المثنى.. فاستيقظ داخل ردهة مستشفى الحسين التعليمي ليعرف رحيم صباح لاحقا أنه كان يتعامل مع لغم أرضي من مخلفات حرب الخليج الثانية في البادية تسبب انفجاره في جرح بليغ بقدمه اليسرى وجزء من وجهه وبطنه.
ويقول رحيم صباح المصاب بمخلف حربي في البادية “كنت أرعى أغنامي وجدت في طريقي جسم غريب لم أكن أعرف أنها مخلفات حربية وعندما رفعتها والقيت بها انفجرت مسببة أضرارا جسيمة في أطرافي العليا والسفلى”.
وتشير الإحصاءات الرسمية إلى أن أكثر من 100 طفل قتلوا خلال عام 2021 في العراق نتيجة المخلفات الحربية. وشغلت المخلفات نحو 6 آلاف كيلومتر مربع من أراضي العراق ليتصدر الدول الأولى تلوثا بالمخلفات الحربية.
وقال لطيف ابن عم رحيم “نطالب الحكومة المحلية المركزية والمنظمات المجتمعية بإنقاذ مربي الثروة الحيوانية من خطر الألغام في البادية”، بعد أن استولت أحزاب وشركات استثمارية على أماكن رعي المواشي، ولم تتبقَ سوى المناطق التي تحتوي على ألغام.
وتؤكد وزارة البيئة أن 18 ألف شخص وقعوا بين قتيل وجريح بالألغام والمخلفات الحربية في مدن العراق الجنوبية خلال العقود الثلاثة الأخيرة كانت حصة المثنى من الحصيلة 3 آلاف ضحية.
وقال يوسف سوادي، مدير بيئة المثنى، إن “هناك جهدا للدفاع المدني ومنظمة مساعدات الشعب النرويجي في المحافظة، لكنه يحتاج إلى جهد آخر مضاعف باعتبار أن لدينا مساحة تقدر بأكثر من 150 كم مربع تنتشر فيها المخلفات الحربية وهذه المساحة الكبيرة تحتاج الى أكثر من 70 الى 80 سنة لإزالة المخلفات”.