من المقرر أن تبدأ الأمم المتحدة الشهر المقبل عملية إحياء واد تاريخي في قطاع غزة الفلسطيني على أمل تحويله من مكب للنفايات والصرف الصحي إلى محمية طبيعية تنبض بالحياة في خطة مشروع يتكلف 66 مليون دولار.
ووادي غزة موطن لمجموعة متنوعة من النباتات والحيوانات وواحد من أكبر مناطق الأراضي الرطبة في القطاع.
ويمتد الوادي 105 كيلومترات من صحراء النقب الإسرائيلية حتى جنوب الخليل في الضفة الغربية المحتلة ولمسافة تسعة كيلومترات عبر قطاع غزة حتى البحر المتوسط.
لكن على مدى العقود القليلة الماضية، ورغم إعلان الفلسطينيين أنه محمية طبيعية في التسعينيات، أصبح الوادي يعاني تلوثا شديدا. فالقمامة تتراكم فيه ومياه الصرف الصحي النتنة تتدفق عبره، الأمر الذي أبعد السكان عن المكان.
وفي مسعى لإنقاذه أعد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي خطة مشروع بتكلفة 66 مليون دولار، وإن لم يتسن له بعد ضمان إجمالي التمويل.
وقال محمد ابو شعبان، منسق مشروع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، (35 عاما)، “برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وبتمويل من الحكومة النرويجية صراحة في الفترة الأخيرة قاموا بإنشاء مخطط لتطوير وادي غزة ومشروع متكامل لإحياء هذا المكان وتحويله من مكان يعتبر مكرهة صحية ومكان يعبر عن رائحة مياه الصرف الصحي إلى مكان قابل إنه يكون وجهة لسكان قطاع غزة.. وجهة سياحية.. وجهة تعليمية”.
أضاف أبو شعبان أن إتمام المشروع، الذي سيُنفذ على مرحلتين، سيستغرق عدة سنوات. وستوجه المخصصات المالية الأولى التي ستأتي من بلجيكا، وقدرها 1.3 مليون دولار، لعملية التنظيف الأولية التي من المتوقع أن تستمر نحو أربعة أشهر.
وأردف أبو شعبان أن إزاحة النفايات الصلبة والخرسانة والركام من الوادي وفتح الطريق واستصلاح التربة وزراعة العديد من الأشجار ستبدأ في مارس آذار.
وأتاحت محطة جديدة لمعالجة المياه في وسط غزة تدفق المياه المعالجة إلى الوادي خلال الشهور القليلة الماضية مما أدى إلى تحسين موطن عشرات الطيور والثدييات والزواحف والبرمائيات.
وعلى المدى الأبعد تستهدف عملية الإحياء أيضا إفادة سكان غزة بإقامة أماكن تخييم ومقاه ومراكز تعليمية وترفيهية على طول طريق الوادي.
وزار 40 ناشطا الموقع أمس الأحد دعما للمشروع. وقال محمد أبو رجيلة (26 عاما) “تجمعنا من كل مكان في غزة مشان نقول للناس إنه هاي وادي غزة بيتحول وبيرجع محمية طبيعية”.
وقالت بيسان عودة، عضو فريق الناشطين، (21 عاما)، “محمية طبيعية، بيئة مناسبة لعيش الكثير من الحيوانات والنباتات والأهم إنها آمنة.. أهم اشي إنها آمنه للسكان المحيطين فيه”.
وقال محمد أبو رجيلة، ناشط ومنسق مشروع وادي غزة، (26 عاما)، “تجمعنا من كل مكان في قطاع غزة عشان نيجي نقول للناس إنه هاي وادي غزة قاعد بتحول وبيرجع لمحمية طبيعية من أول وجديد بعد ما كان فيه تعديات عليه كبيرة من السكان، واليوم المشاكل فيه قاعدة تنحل شوي شوي”.