قال معهد جماليا الروسي الذي طوّر لقاح “سبوتنيك لايت” (Sputnik Light) المضاد لفيروس كورونا إن إعطاء جرعة تنشيطية من سبوتنيك لايت توفر استجابة أجسام مضادة ضد المتحور أوميكرون أقوى من لقاح “سبوتنيك في” (Sputnik V) المكون من جرعتين منفردا، فما التفاصيل؟ وما الفرق بين اللقاحين؟ وما آخر المعطيات بشأن علاجات كورونا؟ ولماذا تتوقع ألمانيا موجة هائلة من الإصابات؟ ولماذا شبّه رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس انتشار أوميكرون في أوروبا بـ”البرق”؟ الإجابات في هذا التقرير.
نبدأ من موسكو مقر معهد جماليا الذي قال إن دراسة أولية أظهرت أن جرعة تنشيطية من “سبوتنيك لايت“ -وهو جرعة واحدة تؤخذ بعد 6 أشهر من ثاني جرعة من “سبوتنيك في”- وفرت حماية أفضل ضد أوميكرون، وفقا لما نقلت رويترز.
وقال ألكسندر جينتسبرغ رئيس معهد جماليا “جميع العينات المصلية من الأشخاص (الذين أعيد تطعيمهم) التي فُحصت احتوت على المستوى المطلوب من الأجسام المضادة المحيدة للفيروس في ما يتعلق بسلالة أوميكرون”.
ولم يذكر جينتسبرغ عدد الأشخاص الذين شاركوا في الدراسة التي قارنت بين استجابة الأجسام المضادة في أشخاص في مراحل مختلفة من التطعيم.
وقال صندوق الاستثمار المباشر الروسي الذي يسوّق “سبوتنيك في” دوليا، في بيان، إن جرعتين من لقاح “سبوتنيك في” توفران أيضا حماية قوية من الأعراض الخطيرة ودخول المستشفيات بسبب متحور أوميكرون، مناقضا بذلك دراسة دولية توصلت إلى أن “سبوتنيك في” لم يوفر حماية ضد السلالة الجديدة.
وقال جيتسبرغ إن فعالية اللقاح “سبوتنيك في” بإضافة الجرعة المعززة له من “سبوتنيك لايت” يمكن أن تبلغ 83% أو أكثر وهو ما أظهره اللقاح ضد المتحور دلتا.
وقال إن المعهد سيعلن النتائج التي توصل إليها في نشرة مراجعة مقارنة.
وقبل ظهور أوميكرون أوصت وزارة الصحة الروسية باستخدام جرعات معززة من “سبوتنيك لايت” بعد 6 أشهر من تلقي الجرعة الثانية من “سبوتنيك في”.
ما الفرق بين لقاحي سبوتنيك لايت وسبوتنيك في؟
لقاح “سبوتنيك في” يعتمد على تقنية النواقل من الفيروسات الغدانية (Adenoviruses)، ويتكون من جرعتين. و”النواقل” هي حوامل يمكنها إيصال المادة الجينية من فيروس آخر إلى الخلية، وتتم إزالة المادة الجينية للفيروس الذي يسبب العدوى، في حين يدخل جين يحمل شيفرة لبروتين من فيروس آخر، وفي الحالة الراهنة هذه الشيفرة هي من فيروس كورونا، والبروتين ذو نتوءات حادة تبرز من سطحه يسمى “بروتين السنبلة” (spike protein)، وهذا العنصر الجديد آمن للجسم، ولكنه يساعد الجهاز المناعي على الاستجابة وإنتاج الأجسام المضادة التي تحمي الجسم، وذلك وفقا لموقع اللقاح الرسمي.
الجرعة الأولى من لقاح “سبوتنيك في” تستخدم ناقلا فيروسيا يحمل رقم 26 للفيروس الغداني البشري (Ad26)، أما الجرعة الثانية فتستخدم ناقلا فيروسيا برقم 5 للفيروس الغداني البشري (Ad5).
“سبوتنيك لايت”هو الجرعة الأولى من لقاح “سبوتنيك في”، أي اللقاح الذي يستخدم الناقل الفيروسي رقم 26 للفيروس الغداني البشري.
وكالة الأدوية الأوروبية تقرّ علاجين لـ”كوفيد-19″
ننتقل إلى الأدوية، فقد وافقت وكالة الأدوية الأوروبية أول أمس الخميس على علاج لـ”كوفيد-19″ من الثنائي البريطاني الأميركي “غلاكسو سميث كلاين” (جي.إس.كيه) (GlaxoSmithKline) و”فير بيوتكنولوجي” (Vir Biotechnology) وعلاج آخر من شركة “سوبي” (Sobi) السويدية للأدوية، في الوقت الذي يبني فيه التكتل الأوروبي دفاعاته ضد سلالة أوميكرون.
وجاءت موافقة وكالة الأدوية الأوروبية على العقار المضاد “زيفودي” (Xevudy)، وهو العلاج الذي ينتجه الثنائي “جي.إس.كيه-فير” وعقار التهاب المفاصل “كينيريت” (Kineret) الذي تنتجه شركة سوبي، في الوقت الذي تعمل فيه الحكومات جاهدة لمكافحة الإصابات المتصاعدة وتتخوف من أوميكرون (سلالة فيروس كورونا السريعة الانتشار).
وأوصت لجنة الأدوية البشرية في وكالة الأدوية الأوروبية باستعمال “كينيريت” في علاج إصابات “كوفيد-19” عند البالغين الذين يعانون من المتلازمة الرئوية بما يتطلب استعمال جهاز الأكسجين، وكذلك من يواجهون خطر الإصابة بفشل رئوي حاد.
كما أُوصي باستعمال “زيفودي” الذي ينتجه الثنائي “جي.إس.كيه-فير” في علاج البالغين والمراهقين الذين لا يحتاجون إلى استعمال جهاز الأكسجين لكنهم يواجهون بشكل أكبر خطر اشتداد المرض عليهم.
أسترازينيكا تقول إن لقاحها فعال ضد أوميكرون ونتائج متباينة لريجنيرون
كشفت شركتا “أسترازينيكا” (AstraZeneca) و”ريجنيرون” (Regeneron) أمس الخميس عن بيانات متناقضة إزاء فعالية لقاحي الشركتين في مقاومة سلالة أوميكرون المتحورة من فيروس كورونا.
وقالت ريجنيرون التي مقرها الولايات المتحدة إن علاجها “ريجن-كوف” (REGEN-COV therapy)، المعروف أيضا باسم “رونابريف” (Ronapreve)، أقل فعالية في التصدي لأوميكرون، على الرغم من أنه لا يزال فعالا في مواجهة السلالة دلتا، وذلك في تأكيد للمؤشرات الصادرة عن اختبارات معملية أواخر الشهر الماضي.
في المقابل، قالت منافستها أسترازينيكا البريطانية السويدية إن دراسة معملية لمزيج الأجسام المضادة لـ”كوفيد-19″ الخاص بها، “إيفوشيلد” (Evusheld)، أظهرت أن العلاج احتفظ بنشاط معادل للسلالة أوميكرون، وهي البيانات الأولى من نوعها للقاح.