أعلنت منظمة الصحة العالمية أمس الثلاثاء أن المتحورة “أوميكرون” الجديدة من فيروس كورونا تنتشر بوتيرة غير مسبوقة وأصبحت على الأرجح متفشية في معظم دول العالم، بينما تخطت الولايات المتحدة عتبة 800 ألف حالة وفاة منذ بداية الجائحة.

وقال تيدروس أدهانوم غيبريسوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية في مؤتمر صحفي إن “77 دولة أبلغت حتى الآن عن إصابات بأوميكرون، لكن الواقع هو أن أوميكرون موجودة على الأرجح في معظم الدول حتى لو لم يتم رصدها بعد”، مشيرا إلى أنها تنتشر بوتيرة لم نرَ مثلها من قبل مع أي متحورة أخرى.

 

وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن لقاحات كوفيد-19 صارت أقل فعالية بدرجة طفيفة على ما يبدو في منع الإصابات الحادة والوفاة لكنها توفر “حماية كبيرة”.

وقال مايك رايان مدير الطوارئ في منظمة الصحة العالمية إن اللقاحات لم تفشل وإنها توفر حماية كبيرة من الإصابات الحادة والوفاة.

وقال غيبريسوس “الأدلة المستجدة تشير إلى انخفاض طفيف في فعالية اللقاحات ضد مرض كوفيد-19 الحاد والوفاة به وانخفاض في منع المرض الخفيف أو الإصابة بالفيروس”.

برامج وقلق

وأشار تيدروس إلى أن ظهور أوميكرون دفع بعض الدول إلى عرض برامج جرعات تنشيطية ضد كوفيد-19 لجميع سكانها البالغين على الرغم من أن الباحثين لم يتوصلوا إلى أدلة على فعالية الجرعات التنشيطية ضد هذه السلالة.

وقال “تشعر منظمة الصحة العالمية بالقلق من أن مثل هذه البرامج ستكرر تخزين لقاحات كوفيد-19 الذي شهدناه هذا العام وتفاقم الفوارق (بين الناس)”.

وفي الولايات المتحدة، قال مسؤولون أميركيون بقطاع الصحة إن سلالة أوميكرون باتت تشكل الآن 3% من جميع حالات كوفيد-19 المتتالية في البلاد، حيث ارتفعت نسبة العدوى في أوائل ديسمبر/كانون الأول الجاري، في علامة على الانتشار السريع لسلالة فيروس كورونا الجديدة، حسبما ذكرت وكالة بلومبيرغ للأنباء.

وذكرت هيئة مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في رسالة بالبريد الإلكتروني أنه تم الكشف عن حالات إصابة بالسلالة في 33 ولاية أميركية.

وقالت جاسمين ريد المتحدثة باسم الوكالة إنه من المتوقع أن تزداد نسبة الإصابات بأوميكرون بينما لا تزال سلالة دلتا هي السلالة السائدة في البلاد، حيث تمثل 96% من الحالات.

 

حصيلة وإجراءات

يأتي ذلك بينما أظهرت بيانات جامعة جونز هوبكنز أن الولايات المتحدة تخطت عتبة الـ800 ألف حالة وفاة بفيروس كورونا منذ بداية الجائحة.

كما أشارت الجامعة إلى تجاوز عتبة الـ50 مليون إصابة مؤكدة. وأوضحت بيانات الجامعة حتى مساء أمس الثلاثاء أن هناك 50 مليون و226 ألفا و706 أشخاص أصيبوا بالفيروس منذ بدء تفشيه.

وفي أوروبا، أعلن أمس مكتب رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي تمديد حالة الطوارئ في البلاد بسبب وباء فيروس كورونا حتى 31 مارس/ آذار المقبل.

كما نفذت إيطاليا قاعدة جديدة على الزائرين من دول الاتحاد الأوروبي الأخرى لتقديم إثبات خضوعهم لاختبار سلبي لفيروس كورونا قبل سفرهم إلى إيطاليا، حسبما ذكرت وزارة الصحة. وسيخضع الزائرين غير الملقحين لحجر صحي لمدة 5 أيام.

وفي فرنسا، أفادت وزارة الصحة بأنه تم تسجيل 63 ألف و405 حالات إصابات بفيروس كورونا، وهو ثاني أكبر عدد من الإصابات اليومية في البلاد هذا العام منذ أبريل/نيسان الماضي.

وتحتل فرنسا المركز السابع عالميا من حيث عدد الإصابات، والـ12 من حيث إجمالي الوفيات

 

إغلاق وتحذير

وفي هولندا، أعلن أمس الثلاثاء رئيس الوزراء الهولندي مارك روتي إغلاق المدارس الابتدائية الأسبوع المقبل وتمديد العمل بالقيود الصحية حتى 14 يناير/كانون الثاني المقبل بسبب المتحورة الجديدة أوميكرون.

وقال -خلال مؤتمر صحفي في لاهاي- إن المدارس ستغلق اعتبارا من 20 ديسمبر/كانون الأول الجاري أي قبل أسبوع من عطلة عيد الميلاد لأنه يمكن للأطفال الذين يسجلون أعلى معدلات حالات كوفيد-19 نقل العدوى لأفراد أسرهم الأكبر سنا.

وفي العالم العربي، حذرت وزارة الصحة المغربية مساء أمس مما سمته انتكاسة وبائية في البلاد، بسبب “تخلي عدد كبير من المواطنات والمواطنين عن التدابير الوقائية الأساسية”، كما دعت إلى الإسراع في أخذ جرعات اللقاح.

وحتى فجر اليوم الأربعاء، تجاوز عدد مصابي كورونا حول العالم 271 مليونا و698 ألفا، توفي منهم أكثر من 5 ملايين و336 ألفا، وتعافى ما يزيد على 244 مليونا و199 ألفا، وفق موقع “وورلد ميتر” (worldometers).

وفي سياق متعلق بفعالية اللقاحات قالت شركة “فايزر” (Pfizer) الأميركية إن دواءها التجريبي ضد كورونا يبدو فعالا تجاه المتحورة أوميكرون.

وأوضحت الشركة أن نتائج دراستها الأولية التي شملت قرابة 2300 شخص أظهرت تقليل الدواء من حالات الوفاة ودرجة الخطورة لدى المصابين بالفيروس بنسبة قاربت 89%.