لا يكشف العمر الحقيقي للشخص إلا عن القليل بشأن حالته الصحية والأداء الجسدي العام له، لكن يوجد تقييم آخر هو العمر البيولوجي، فكيف تنقصه وتبقى شابا؟

في الكائنات الحية المعقدة مثل الإنسان، من الطبيعي أن تحدث عيوب أو تلف في الخلايا أو الأنسجة. ففي المراحل المبكرة من الحياة، يكون الجسم عادة قادرًا على تعويض هذه العيوب أو حتى إصلاحها، ولكن مع تقدم العمر، يصبح هذا الأمر أكثر صعوبة. والنتيجة تدهور تدريجي في الخلايا والأنسجة، يؤدي إلى فقدان الوظائف الجسدية والعقلية بمرور الوقت، وفقا لتقرير في الدويتشه فيله.

 

وتختلف السرعة التي تحدث بها الشيخوخة من شخص إلى آخر، لذلك يمكن أن يكون للأشخاص في العمر نفسه أعمار بيولوجية مختلفة.

والشيخوخة مسألة وراثية محددة سلفًا، لكن العديد من التأثيرات الأخرى تضطلع بدور رئيسي، مثل العوامل البيئية ونمط الحياة الفردي وظروف المعيشة، وبشكل أو بآخر يمكن مواجهة الشيخوخة.

 

لماذا العمر البيولوجي مهم؟

يمكن أن يختلف العمر البيولوجي اختلافا كبيرا حتى بين الشباب، فقد كشفت إحدى الدراسات أن تأثيرات هذه الاختلافات كانت واضحة بالفعل لدى الأشخاص الذين يبلغون من العمر 26 عامًا، فقد كانوا أقل قدرة جسدية وكفاءة عقلية من أقرانهم من ذوي العمر البيولوجي الأدنى، كما أظهرت الفحوص أيضًا وجود تغيرات في الدماغ تشير إلى الشيخوخة، وكانوا في حالة صحية أسوأ، فضلا عن كون مظهرهم الخارجي يوحي بأن سنّهم أكبر من سنّ أقرانهم.

لم يُتوصل بشكل قاطع إلى أفضل طريقة لحساب العمر البيولوجي، فعادة ما تُستخدم العديد من المؤشرات الحيوية، مثل وظائف الرئتين والكلى والقلب، والقيم الناتجة عن تحاليل الدم المختلفة، وضغط الدم، ومؤشر كتلة الجسم، ونسبة الخصر إلى الورك، وصحة اللثة، وكثافة الأجسام المضادة ضد فيروسات معينة، وحالة الحمض الوراثي (DNA).

 

أهم النصائح لإنقاص العمر البيولوجي

لا يمكن إيقاف الشيخوخة. ومع ذلك، يمكن مواجهة علاماتها المعروفة بحيث يكون العمر البيولوجي أقل بشكل ملحوظ من العمر الحقيقي. وللقيام بذلك، من المهم على نحو خاص:

  • ممارسة الرياضة بانتظام، ووضع برنامج رياضي بأهداف محددة.
  • اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن: يساعد أسلوب الحياة هذا في الحفاظ على العديد من المحددات العمرية أو حتى تحسينها في نطاق صحي وصولًا إلى مرحلة الشيخوخة، مثل الكتلة العضلية والقدرة على امتصاص الأكسجين ونسبة الدهون في الجسم وكثافة العظام. هذا الأمر أيضًا له تأثير إيجابي في الخصائص الجسدية الأخرى، كالوزن وضغط الدم.
  • أن تكون متزنًا عقليًا ولديك شبكة اجتماعية تعمل بشكل جيد هو أمر حاسم أيضًا للصحة والرفاهية والأداء، وهو ما يساعد على أن تكون قادرًا على التعامل الصحيح مع التوتر، إلى جانب الاعتماد على عائلتك أو الشركاء أو الأصدقاء، فذلك يؤثر إيجابًا في عمرك البيولوجي.
  • تجنب العوامل التي يمكن أن تؤثر سلبًا في العمر البيولوجي، مثل السمنة والتدخين والكحول والتعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية والضغط النفسي.

ويؤكد الخبراء أن المعلومات السابقة ليست بأي حال من الأحوال بديلًا عن المشورة الطبية المهنية أو العلاج من قبل أطباء مدربين ومعترف بهم.

تحرير: سرمد القيسي