ما الذي يحدث للجسم إذا تلقى الشخص 10 جرعات من لقاح كورونا في يوم واحد؟ وماذا كشفت دراسة حديثة عن فعالية جرعتين من لقاح فايزر ضد سلالة أوميكرون؟ وما مدى فعالية 3 جرعات من لقاح كورونا ضد سلالة أوميكرون؟ وهل رفض أوغور شاهين مخترع لقاح فايزر وزوجته وموظفو شركته تلقي لقاح كورونا؟

 

نبدأ من نيوزيلندا حيث ذكرت وسائل إعلام محلية أن مواطنا تلقى 10 جرعات من اللقاح المضاد لفيروس كورونا في يوم واحد، بعد أن دفع له أشخاص مالا لأخذ التطعيم بدلا منهم، وفق ما ذكرت مجلة “لوبوان” (Le Point) الفرنسية.

وأشارت المجلة أن قصة هذا الرجل “الموغلة في الأنانية” أثارت جدلا كبيرا في نيوزيلندا، تسبب في فتح تحقيق في الواقعة، خاصة أن الشخص المعني معرض -وفق خبراء المناعة- للإصابة بحمى مرتفعة جدا وصداع بسبب الاستجابة المناعية الأقوى التي قد يثيرها تناول الأمصال داخل جسمه.

وأشار مسؤولو الصحة المحليون أن الأشخاص الرافضين لتلقي جرعتي اللقاح دفعوا للرجل من أجل تمكينهم من الحصول على تصريح صحي يسمح لهم بالولوج إلى بعض الأماكن المعينة، وهو إجراء فرضته السلطات النيوزيلندية لكبح انتشار الفيروس.

 

وذكر موقع إخباري محلي أن الرجل تلقى الجرعات المختلفة في مراكز تطعيم متعددة، وهو أمر عدّته منسقة حملة التطعيم في البلاد، أستريد كورنيف، “مقلقا للغاية”، مؤكدة أن وزارة الصحة النيوزيلندية تأخذ ما حدث على محمل الجد بتنسيق وثيق مع كامل الوكالات المختصة.

وأوضحت خبيرة لقاحات اطلعت على صحة الرجل الذي تلقى الجرعات العشر أن صحته ليست في خطر، لكنها حذرت من أنه قد يتعرض لارتفاع كبير في درجة حرارة جسمه ولآلام في الرأس جراء مضاعفات الأخذ المكثف للتطعيم.

كما نبّهت إلى أن سلوك الأفراد المستعدين للدفع مقابل هذا النوع من الخدمات “خطير بشكل خاص”، لأنهم بتقديمهم سجل تطعيم مزيف يمكنهم الاستمرار في نشر الفيروس في أوساط المواطنين.

ماذا كشفت دراسة حديثة عن فعالية جرعتين من لقاح فايزر ضد سلالة أوميكرون؟

كشفت تجارب معملية في جنوب أفريقيا أن جرعتين من لقاح شركة فايزر أثبتتا فعالية بنسبة 22.5% فقط ضد الإصابة بمتحور أوميكرون، ولكن بإمكانهما مقاومة الأعراض المرضية الحادة، وفقا لوكالة الأنباء الألمانية.

وأصدر باحثون في معهد أبحاث الصحة الأفريقية في ديربان بيانات إضافية عن دراسة محدودة صدرت في وقت سابق من هذا الأسبوع.

ونظر البحث في عينات بلازما الدم من 12 مشاركا، ووجد العلماء أن أوميكرون أدى إلى انخفاض بنحو 41 ضعفا في مستويات تحييد الأجسام المضادة التي ينتجها أشخاص تلقوا جرعتين من لقاح “فايزر-بيونتك” (Pfizer-BioNTech) مقارنة بالسلالة التي اكتُشفت في الصين منذ عامين تقريبا.

وقال فريق العلماء بقيادة رئيس المختبر أليكس سيجال إن هذا “يضرّ أساسا بقدرة اللقاح على الحماية من الإصابة”، وقالوا إنه لا تزال هناك حماية كافية ضد الأعراض المرضية الحادة.

ما مدى فعالية 3 جرعات من لقاح كورونا ضد سلالة أوميكرون؟

ننتقل إلى خبر طيب في بريطانيا، حيث قالت وكالة الأمن الصحي يوم الجمعة الماضي، استنادا إلى نتائج أولية لدراسة، إن الجرعات المعززة من لقاحات “كوفيد-19” توفر حماية بنسبة تراوح بين 70% و75% من الأعراض الخفيفة لسلالة أوميكرون، وفقا لرويترز.

والجرعة المعززة هي الجرعة الثالثة التي تعطى للشخص الذي كان تلقى بالفعل جرعتين من لقاح كوورنا.

وتمثل هذه النتائج بعضا من أوائل البيانات من خارج الدراسات المعملية بشأن الحماية من أوميكرون، التي تظهر انخفاض النشاط المناعي ضد أوميكرون.

وتشير البيانات المبكرة من الدراسة الواقعية إلى أنه في حين أن أوميكرون قادر إلى حد بعيد على تفادي الحماية من الأعراض الطفيفة التي يوفرها التطعيم بجرعتيه، فإن الجرعات المعززة تستعيد قدرا من هذه الحماية.

وقالت الدكتورة ماري رامسي رئيسة قسم التطعيم في وكالة الأمن الصحي “يتعين توخي الحذر في التعامل مع هذه التقديرات المبكرة، إلا أنها تشير إلى أن خطر الإصابة بأوميكرون بعد بضعة أشهر من الجرعة الثانية يكون أكبر مقارنة بالمتحور دلتا”.

وأضافت أن من المتوقع أن تظل الحماية من الأعراض الشديدة أكبر.

وأوضحت “تشير البيانات إلى أن هذا الخطر يتراجع كثيرا بعد الجرعة المعززة، وعليه فإنني أحث الجميع على أخذ الجرعات المعززة إذا كانوا مؤهلين للحصول عليها”.

وفي تحليل شمل 581 شخصا ثبتت إصابتهم بأوميكرون، تبيّن أن الجرعة المعززة من لقاح فايزر وفرت حماية بنحو 70% من الإصابات المصحوبة بأعراض لدى لمن تلقوا لقاح “أسترازينيكا” (AstraZeneca) في البداية، ونحو 75% لمن حصلوا على جرعتي فايزر.

 

هل رفض أوغور شاهين مخترع لقاح “فايزر-بيونتك” وزوجته وموظفو شركته تلقي اللقاح؟

انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يدّعي أن مخترع لقاح “فايزر-بيونتك” ضد فيروس كورونا البروفيسور أوغور شاهين وزوجته وموظفي شركته لم يأخذوا اللقاح، لكن القصة الحقيقية في عدم أخذ شاهين للقاح وقتئذ تعود لسبب آخر، هو أنه لم تكن له الأولوية وقتئذ، وفقا “للدويتشه فيله” و”أسوشيتد برس” اللتين فندتا هذه المزاعم.

وتدّعي تلك الأخبار التي أطلقها أحد المستخدمين في تغريدة تم تداولها على تويتر وفي فيديو انتشر على يوتيوب أن “الدكتور أوغور شاهين الرئيس التنفيذي لشركة بيونتك ومكتشف لقاح فايزر-بيونتك يمتنع لأسباب أمنية من أخذ اللقاح.

وهذا الفيديو يظهر فعلا الدكتور أوغور شاهين، لكنه قديم ومنذ عام 2020، كما أن الدكتور شاهين أخذ لقاحا بالفعل، وتلقى الجرعة المعززة، حسب ما صرّحت شركة بيونتك لدويتشه فيله.

ما الذي حدث؟

إن كان تلقى اللقاح فيجيبه بأنه ليس مسموحا له قانونيا أخذ اللقاح، وذلك يعود إلى أن هناك أسبقية في ألمانيا لمن يأخذ لقاح كورونا.

وخلال ظهور الفيديو كانت الأولوية في ألمانيا لأخذ اللقاح للفئات المعرضة للخطر من مرضى وكبار في السن وأقربائهم. ويوضح شاهين أكثر أنه لم يسمح له ولا لأي من العاملين في الشركة أخذ اللقاح خلال التجارب السريرية عليه، “بالتأكيد سيسمح لنا بذلك. مهم جدا لنا أن يحصل عاملونا على اللقاح، هدفنا هو إنتاج أكثر من 1.3 مليار في عام 2021، وهذا لا يمكن بلوغه إلا بالعمل ليلا ونهارا 24 ساعة في 7 أيام بالأسبوع من دون توقف”.

ولم يشر شاهين من قريب أو بعيد إلى عدم رغبته في أخذ اللقاح.

شاهين حصل على اللقاح الكامل منذ أشهر

خلال مرحلة إجراء اللقاء الأول والثاني في عام 2020 لم يكن بإمكان العالم البالغ من العمر 55 عاما أوغور شاهين أخذ اللقاح، لأن الوضع في ألمانيا لم يكن يسمح بأخذ اللقاح بسبب الأسبقية التي فرضتها الدولة ووزارة الصحة على من لهم الحق بأخذ اللقاح من الفئات المهددة خصوصا ممن هم فوق 80 عاما، ونزلاء دور كبار السن.

في مارس/آذار 2021 أعلن شاهين وزوجته أوزليم تورجي، في مقابلة مع صحيفة “بيلد”، أنهما وموظفي الشركة قد حصلوا على اللقاح. وردا على سؤال من دويتشه فيله، علّقت متحدثة باسم شركة بيونتك على أحدث المنشورات بشأن مطوّر اللقاح على وسائل التواصل الاجتماعي، بالقول “هذا خطأ؛ هذه المعطيات تعود إلى ديسمبر/كانون الأول من عام 2020، وهي بطبيعة الحال قديمة تماما، فقد حصل على الجرعتين الأوليين من اللقاح (الأولى والثانية مطلع 2021)، وسيحصل على الجرعة التعزيزية قريبا”.

ومن ثم فإن الادّعاءات القائلة إن أوغور شاهين يرفض التطعيم ضد “كوفيد-19” لا أساس لها من الصحة، ولا تتعدى هذه المحاولات في نشر مثل هذه الفيديوهات المفبركة سوى محاولة تشويه الحقائق من المشككين بفعالية اللقاح والواهمين بنظريات المؤامرة.