الطمر الصحي في مدينة الناصرية اسم على غير مسمى، فالأدخنة تتصاعد منه على مدار اليوم جراء عمليات الحرق للمعتاشين عليه، الذين يتنظرون شاحنات النفايات بفارغ الصبر حتى تجود عليهم بما يضمن لهم رزق اليوم.
لكن ثمة متضررون منه، فالموقع القريب من أحياء الناصرية الجنوبية يحولها إلى مدن ضباب في أيام الرياح الجنوبية الشرقية، وتلك مشكلة استعصت على الحل ووضعت السكان بين خيار البقاء تحت جحيمه أو الانتقال إلى حي آخر.
وقال أحد السكان لـUTV إن “موقع الطمر غير ملائم على الإطلاق، إذ بتنا نشعر بالاختناق بسببه ونضطر إلى استنشاق الروائح الكريهة باستمرار”.
وتصف دائرة بيئة ذي قار الموقع بأنه من أخطر الملوثات البيئية في المحافظة، ولم يتم تنفيذ قرارها بإغلاقه، وظل الإجراء القضائي معلقا بين شكوى دائرة البيئة وبلدية الناصرية، فيما تستمر حرائق الطمر يوميا.
وقال كريم هاني مدير بيئة ذي قار لـUTV إن “دعوى قضائية تم رفعها بهذا الشأن، كما تم تخصيص موقع جديد للطمر مطابق للمحددات البيئية”.
لكن بلدية الناصرية تقول إنها لا تمتلك خيارا سوى البقاء على موقع الطمر الحالي، وتعول على مشروع استثماري لتدوير النفايات لحل مشكلة المكب هذا، متحدثة عن عجزها عن الحد من عمليات إحراق النفايات فيه.
وقال مؤيد كاظم مدير بلدية الناصرية لـUTV إن “لدينا عرضا من إحدى الشركات لاستثمار موقع الطمر وإنشاء معمل تدوير نفايات بالقرب منه، ونحن بدورنا نعمل على تسهيل إجراءات إنشاء هذا المعمل”.
وكانت شركة استثمارية بريطانية قد تركت العمل على مشروع تدوير النفايات في الناصرية على الرغم من إكمالها منشآته التخصصية عام 2013، بسبب إجراءات روتينية تتعلق بتصديرها المواد الناتجة عن التدوير كالحديد والألمنيوم.