وفقا لاتفاقية المناخ الموقعة في غلاسكو سيجري تقليل اعتماد العالم على الفحم، وتعد الخطة بالمزيد من المساعدات المالية للدول الأفقر من أجل مساعدتها على مواجهة تبعات الاحتباس الحراري.

تحدث نشطاء يقودون المعركة على الجبهة الأمامية في مواجهة التغير المناخي لبي بي سي عما يعنيه ذلك لهم.

عبروا عن تشاؤمهم الشديد من نتائج المؤتمر، وأوضحوا مخاوفهم الشديدة وأكدوا أن الاتفاقيات السياسية لا تكفي لإنقاذ منازلهم وثقافاتهم.

جزر المحيط الهادي: “لن تقينا من الغرق”

إليزابيث كيتي ناشطة شبابية في نيوكوالوفا، تونغا.

لن تفعل الاتفاقية ما يكفي لإنقاذ منزلها في جزر المحيط الهادي من الغرق، كما تقول. نجاة جزيرتها على المحك.

ترى الناشطة الشابة في المؤتمر مسرحا تستعرض فيه الدول الكبرى ما تدفعه للشعوب الصغيرة. تريد من الدول الغنية أن تعترف بمسؤوليتها عن انبعاثات الغازات. “لكنهم يتحدثون كما لو أن وعودهم بالمساعدات المالية هو معروف يسدونه لنا” كما تقول.

بدا على الناشطة الشابة التأثر وهي تتحدث عن شعورها بالفخر حين رأت مفاوضي جزيرتها يناضلون بشراسة في القمة. وقد عقد وزير خارجية توفالو، سيمون كوفيه مؤتمرا صحفيا واقفا في مياه البحر، للفت الانتباه إلى ارتفاع مستوى المياه.

“نحن شعب ودود ومسالمون عادة، من غير الطبيعي بالنسبة لنا أن نعبر عن أنفسنا بحدة، ولكني حزينة لأن الاتفاقية لا تعبر عن الجهود الكبيرة التي بذلناها”، تقول إليزابيث.

وتعبر عن إحباطها لما تعتبره غياب الأفعال الفورية وعدم اعتبار القضية ملحة فتقول “كما لو أن الدول الغنية تقول “نعم، سنترك الجزر تموت، وخلال ذلك سنفكر بإجراء ما”.

لكن إليزابيث ترى بوادر تقدم، فللمرة الأولى تناولت نصوص الاتفاقيات الوقود الأحفوري والفحم. وتقول إن الاتفاق على مناقشة التمويل المنفصل للخسائر والأضرار التي نجمت عن ظاهرة الاحتباس الحراري ودفع مساعدات مالية من أجل المساهمة في مساعدة الدول المتضررة من التغير المناخي والتي لا تستطيع التكيف معها أمور إيجابية.

بنغلادش: “أخيرا أسمع الشباب صوتهم”

سهانور رحمن البالغ من العمر 25 عاما، عضو مؤسس لحركة “جمعة المستقبل” في بنغلاديش. يقود الشباب في بلد منخفض ومعرض لآثار التغير المناخي، ويحس بالآثار المؤلمة الآن.

بينما كانت الاتفاقية تصاغ أحس سهانور أن العالم يعترف بالشباب للمرة الأولى في مؤتمر قمة المناخ لكنه قال إن النتيجة النهائية كانت “صفرا”.

قضى سهانور أسبوعين في غلاسكو وكان يأمل أن يعود إلى بلاده حاملا أخبارا سارة، لكنه يعود بمشاعر العجز والخذلان.

يقول إن “هذه الوعود الفارغة لن تحمي شعبنا من الأزمة” ويضيف أن أصوات الشعوب الأكثر تضررا قد خُنقت، وينحي باللائمة على ممثلي قطاع صناعة الوقود الأحفوري.

سيستمر حرمان الأطفال في بنغلادش من التعليم، وستتشرد مجتمعات بسبب ارتفاع مستوى مياه البحر كما يقول سهانور.

أوغندا: “لا تغيير لصالح مجتمعي”

يعيش إدوين ممبر في منطقة جبال روينزوري في أوغندا، حيث ذوبان الجليد والفيضانات تحمل مخاطر كبيرة على المجتمعات المحلية.

إنه الآن في التاسعة والعشرين وقد أصبح ناشطا حين رأى اختفاء الثلج من قمم الجبال.

يتعاون مع مجتمعات محلية لنشر الطاقة الشمسية في المنطقة ويعمل على توعيتهم بحقوقهم فيما يتعلق بخط أنابيب النفط الذي يجري مده في منطقتهم.

يصف اتفاقية غلاسكو بأنها مخيبة للآمال بالنسبة لأوغندا ويعتقد أنه لن يكون لها أثر حقيقي على 100 ألف شخص يعيشون في منطقته.

يقول إن “الحلول الحقيقية لم تطبق بالرغم من أننا اثبتنا لهم أن التغير المناخي حقيقي”.

وما يقلق إدوين هو كون تقليل انبعاث غازات الدفيئة ليس هدفا ملحاً. يرى استمرار التنقيب عن النفط والغاز في أوغندا وأجزاء أخرى من القارة الإفريقية ويقول إن الإتفاقية لن توقف ذلك.

ويضيف أن “هناك وعودا بتقديم المال لكن ذات البلدان التي تعهدت بذلك تستثمر في مشاريع تزيد انبعاث الكربون بشكل خطير” ويصف ذلك بازدواجية المعايير.

الفلبين: “سنستمر في النضال”

درس جون بونيفاسيو البالغ من العمر 23 عاما علم الأحياء قبل أن يصبح ناشطا في منظمة “مترو مانيلا” في الفلبين. يقول إن الإجراءات المتفق عليها اشبه بـ “خطوة إلى الأمام خطوتين إلى الخلف”.

مع مشاركة 197 جهة في قمة الأمم المتحدة تعتبر الحلول الوسطى بين بلدان لديها أولويات مختلفة تماما الطريق الوحيد للوصول إلى اتفاقية. لكن هذه الحلول غير عادلة ابدا بالنسبة للدول التي تقع على خط المواجهة مع التغير المناخي كما يقول. ويضيف أن تلك البلاد ستستمر في مواجهة الأزمة المناخية بشكل حاد على المدى البعيد.

هو لا يثق باللغة المستعملة في النص حول الفحم والوقود الأحفوري لأنه يعتقد أنها تتضمن منافذ تتملص عبرها الأطراف المسؤولة عن تلويث البيئة.

كالكثير من النشطاء الذين نظموا حملات من أجل دعم الدول النامية يقول إن الوعد بزيادة الأموال الممنوحة للدول النامية يمثل تقدما جيدا.

سيعود إلى مانيلا ويستمر في النضال من أجل التغيير.

ويقول إنه “حتى لو كانت الاتفاقية مثالية فإن الأمر يتوقف على استمرار الناشطين والمواطنين في الضغط على حكوماتهم لاتخاذ خطوات جادة”.