حين تسلّمت كامالا هاريس منصب نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، سارعت وسائل الإعلام الأميركية والعالمية إلى التعريف بهاريس والحديث عن إنجازاتها، لكونها أول امرأة تشغل منصب نائب الرئيس، وأيضاً أول نائبة للرئيس من أصول هندية-لاتينية، الأمر الذي استغله بايدن، إذ جاء اختياره لها في وقت تواجه أميركا أزمةً عرقية وتحديات بشأن الهوية.
لكنْ، لم يطل الأمر كثيراً حتى بدأت الانتقادات تنهال على هاريس. ووفق الإعلام الأميركي، هناك انتشار لتحفظات الرئيس جو بايدن وطاقمه التنفيذي على أداء نائبته، وذلك بعد أن شهدت “جملة خطوات خاطئة أضحت تنال من رصيده السياسي”.
نائبة الرئيس تواجه مشاكل في منصبها وهي محبَطة
مؤخراً، نشرت شبكة “سي أن أن” تقريراً قالت فيه إن “لا شيء على ما يرام في البيت الأبيض”، إذ إنّ “نائبة الرئيس تواجه مشاكل في منصبها، وهي محبَطة. وهناك أيضاً أشخاص يدورون في فلك بايدن محبَطون منها”.
وأضاف التقرير أنّ “هاريس تعثّرت، سواء من خلال الـمُهمّات الصعبة التي كلّفها تنفيذها بايدن، أو من خلال كفاحها لتخدم في المرتبة الثانية في القيادة”، وأنّه “على الرغم من إظهار الوحدة على نحو علني، فإن علاقة بايدن بذراعه اليمنى كانت مختَلّة، ووصلت إلى حالة من الجمود المنهك”.
وفي السياق نفسه، ذكرت صحيفة “نيويورك بوست” أنّ “هاريس تشعر بالعزلة المتزايدة داخل البيت الأبيض مع انخفاض معدلات الموافقة على أدائها، وهي تعتقد أنّها لا تحصل على الدعم نفسه الممنوح للأعضاء الآخرين في إدارة بايدن”.
البيت الأبيض يدافع عن هاريس
الحديث عن المشكلات التي تواجهها هاريس في منصبها، وعن التوترات القائمة بينها وبين بايدن، وبينها وبين كبار مسؤولي البيت الأبيض أيضاً، دفع البيت الأبيض إلى الدفاع عنها، بحيث قالت الناطقة باسمه، جين بساكي، إنّ هاريس “ليست فقط شريكة حيوية لبايدن، لكنّها أيضاً قائدة جريئة، تولّت مواجهة التحديات الرئيسة والمهمة والتي تواجه البلاد”.
لكن حلفاء هاريس كان لهم رأيٌ آخر، فهم محبَطون من الرئيس بسبب أنه أَوْكَل إليها “قضايا مشحونة سياسياً، بما في ذلك أزمة الهجرة غير الشرعية والمستمرة عند الحدود الأميركية المكسيكية”، الأمر الذي لخّصه أحد كبار مساعدي هاريس السابقين بقوله إنّهم “يرسلونها إلى مهمات خاسرة ولا تلائم مهاراتها”.
وكانت هاريس تلقّت انتقاداً لاذعاً، بشأن تسلُّمها ملف الهجرة غير الشرعية عند الحدود مع المكسيك، نُشر في صحيفة “نيويورك تايمز”، التي عنونت في إحدى افتتاحياتها في تموز/يوليو الماضي: “عزيزتي كامالا هاريس… إنه فخ”، في إشارة إلى عدم تحقيقها أيَّ نتائج ملموسة في هذا الملف.
هاريس لم تعد تخيف أي منافس محتمل
بالتزامن مع ذلك، كثر الحديث عن أنّ بايدن يخطِّط للترشح لولاية ثانية في عام 2024، لكن، بحسب موقع “بوليتكو”، فإنّ “لا أحد من الديمقراطيين يصدّقه، كما أنهم غير مقتنعين بأنّ هاريس ستكون الوريثة الواضحة إذا اختار الانسحاب”، وخصوصاً أنّها “لم تعد تخيف حالياً أي منافس محتمل”، وفق ديمقراطيين.
بالإضافة إلى ذلك، أظهر استطلاع للرأي أجرته “USA Today-Suffolk University”، ونشره موقع “ذا هيل”، أنّ 28 % فقط من الناخبين (أقل من 3 من كل 10) يوافقون على الوظيفة التي تقوم بها هاريس، أي أقل بـ 10 نقاط من رئيسها بايدن، الذي صوّت 38 % من الناخبين على أنّهم يوافقون على ما يقوم به، بينما كان 59 % منهم غير موافقين.
وأشار الموقع إلى أنّ هاريس كانت حصلت على موافقة 46% من الناخبين، بينما رفض 40 % منهم دخولها المنصب.
وفي آب/أغسطس الماضي، نشرت صحيفة “ديلي واير” استطلاع رأي جديداً أجرته شركة “راسموسن ريبورتس”، بيّن أنّ 55 % من المشاركين شعروا بأنّ نائبة الرئيس الأميركي غير مؤهلة لشغل منصب الرئيس مستقبلاً.
وقالت الصحيفة إنّ “43 % فقط من الناخبين الأميركيين المحتملين يعتقدون أنّ هاريس مؤهلة لتولي مُهمّات الرئاسة”.