يصيب مرض الكبد الدهني غير الكحولي كثيرا من البشر حول العالم، وتقول الإحصائيات إن ثلث الأشخاص البالغين في الدول الصناعية المتقدمة يعانون مرض “الكبد الدهني غير الكحولي” بسبب التغذية الخاطئة وزيادة الوزن وقلة الحركة، مما يسبب أعراضا عديدة فما الكبد الدهني؟ وكيف يمكن العلاج منه؟
تقول كاميرون جونز -في تقرير نشرته مجلة “وومانز ورلد” (woman’s world) الأميركية- إن مرض “الكبد الدهني غير الكحولي” (Nonalcoholic fatty liver) ناتج عن تراكم كثير من الدهون في الكبد، ويرتفع الخطر خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون زيادة في الوزن أو لديهم نسبة عالية من الكوليسترول.
وأضافت الكاتبة أن فقدان الوزن عن طريق اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن وممارسة الرياضة يمثل الخطوة الأولى من علاج مرض الكبد الدهني غير الكحولي الذي يصيب أكثر من 80% من النساء اللواتي أعمارهن فوق 45 عاما.
ومن أعراض الكبد الدهني التعب وفقدان الشهية والضعف العام والغثيان ومشكلات التركيز وحتى أوجاع البطن وظهور بقع داكنة في أماكن من الجسم في بعض الأحيان.
ولا توجد أدوية تقلل من تراكم الدهون على الكبد، لكن الكبد نفسه هو “سيد التجديد”، كما تقول الدراسات العلمية، إذ يمكن له أن يتعافى تماما حين يغير المصابون بهذا المرض نمط حياتهم في الوقت المناسب.
ورغم عدم وجود علاج محدد للكبد الدهني، فإن الأطباء ينصحون بتقليل عوامل الخطر عبر اتباع نظام غذائي متوازن وممارسة الرياضة وخسارة الوزن لتجنب تطور المرض إلى تليف الكبد مما يستدعي التدخل الجراحي والأدوية.
ولعلاج الكبد الدهني، ينصح الخبراء ببعض العلاجات الطبيعية التي يمكن أن تساعد في التخلص من دهون الكبد، وفي ما يلي أبرزها:
الأفوكادو
إن الدهون الأحادية غير المشبعة الموجودة في الأفوكادو مفيدة بالفعل لصحة الكبد. وحسب باحثين إيطاليين، فإن تناول حبتين من الأفوكادو في الأسبوع يساعد الكبد على حرق الدهون المخزنة بشكل أسرع بنسبة 33% ويحميه من خطر تراكم الدهون مستقبلا بنسبة 55%. ومن بين المصادر الأخرى لهذا النوع من الدهون الصحية المكسرات والبذور والزيتون.
الرقص
إن ممارسة 30 دقيقة من التمارين يوميًا تساعد الكبد على حرق 39% من الدهون التي يخزنها. وغالبًا ما يوصى بالرقص لمرضى الكبد الدهني غير الكحولي لأن كثيرين يجدونه نشاطا ممتعًا ومن السهل المواظبة عليه. وإذا لم تكن من محبي الرقص، يمكنك أيضا تجربة القفز بالحبل أو صعود السلالم أو المشي السريع.
فيتامين (د)
يقول باحثون في الهند إن الفيتامين (د) فعال جدًا في التخلص من دهون الكبد إذ إن تناول مكمل غذائي من فيتامين (د) يوميا يمكن أن يقلل مخزون الدهون في الكبد بنسبة 50%. وقد تبين أن الفيتامينات تحفز إنزيمات الكبد على حرق الدهون العنيدة بسرعة للحصول على الطاقة.
الشاي الأخضر
أفاد باحثون بأن شرب 3 أكواب من الشاي الأخضر يوميًا يقلل من مخزون الدهون في الكبد بنسبة 30%. يحتوي الشاي الأخضر على مركبات الكاتيكين التي تنشط أنظمة الطاقة الخلوية في الكبد، وذلك حسب ما أوضحته المؤلفة المشاركة في الدراسة سارة صافي.
كما تشير دراسة صينية حديثة إلى أن أخذ نفس الجرعة اليومية من الشاي الأخضر يمكن أن يمنع تكوّن الدهون في الكبد مما يقلل من خطر الإصابة بمشاكل الكبد (والكبد الدهني) في المستقبل بنسبة 56%.
استنشاق رائحة بعض التوابل
توصل باحثون إلى أن رائحة الكومينالديهيد، المركب العضوي الطبيعي النشط في الكمون، تساعد في تخفيف مرض الكبد الدهني غير الكحولي. وفي دراسة أجريت على الحيوانات، أدى تعريض القوارض المصابة بالمرض لرائحة الكومينالديهيد لمدة 4 أسابيع إلى منع زيادة وزن الكبد بنسبة 64%.
ووفقًا لمؤلفي الدراسة، تحارب الخصائص المضادة للأكسدة في الكومينالديهيد الضرر التأكسدي الذي يؤدي إلى تخزين الدهون في الكبد. في هذه الحالة، يوصى بإضافة بضع قطرات من زيت الكمون الأساسي إلى جهاز تعطير الجو يوميًا أو مزج ملعقة صغيرة من مسحوق الكمون في الحساء واليخنات والكاري كل يوم.