توصف الانتخابات المبكرة التي ستجرى قبل موعدها الرسمي بشهور، بأنها الناتج الأهم لضغط حراك تشرين الاحتجاجي الذي أسقط الحكومة السابقة وأدى إلى تغييرات واضحة في قواعد اللعبة.
هذه الانتخابات لا تشبه سابقاتها، فبعد تشرين تغير مزاج الشارعِ المحتج على أداء الكتل السياسية، محملا إياها مسؤولية الفشل، لكن كيف تعاملت الأحزاب مع مزاج الشارع المتغير؟ وكيف ستتأقلم مع المزاج الجديد؟
تيار الحكمة اللاعب الفاعل في الحكومات بعد 2003، يتفق على أن البلاد ستشهد انتخابات مختلفة، لكنه يراهن على أن نسبة المشاركة في هذه الانتخابات أكبر من سابقتها.
ويقول بليغ أبو كلل، عضو المكتب السياسي لتيار الحكمة، لـUTV إن “ما حصل في تشرين غير كثيرا من المفاهيم والسلوكيات، ونعتقد أن الانتخابات المبكرة ستكون مختلفة تماما عن الانتخابات السابقة، شريطة أن يشترك الناس فيها بشكل فاعل”.
على الجانب الآخر، وحيث مقاطعو الانتخابات والمنخرطون في تفاصيل الاحتجاج، يختلف الرأي، فالحزب الشيوعي الذي أعلن مقاطعته للانتخابات بلا عودة، يرى أن المزاج الشعبي تغير بنحو ملحوظ بعد حراك تشرين.
ويتوقع القياديون في الحزب أن نسبة التصويت ستكون متدنية جدا وأقل بكثير من اقتراع 2018، عازيا ذلك إلى عدم استعادة الثقة بين نظام الانتخابات والجمهور، وأن المقاطعة الشعبية ستؤدي إلى إنتاج تكرار للممسكين بالسلطة وإن تغيرت الوجوه.
ويقول جاسم الحلفي، عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي، لـUTV “لا أعتقد أن شيئا سيتغير، فالآليات ذاتها ستكون متبعة في الانتخابات المقبلة”.
ويضيف الحلفي “قد يكون هناك اختلاف، لكن الاختلاف سيكون عبارة عن تغيير في الوجوه فقط، مع بقاء الممسكين بالعملية السياسية”.
وينظر الرأي العام إلى أن ما قبل تشرين يختلف عن ما بعدها، وهي حقيقة بدأت تدركها القوى السياسية التي تحاول العودة بزخم أكبر خلال الانتخابات المقبلة، يقابلها حراك مقاطع لانتخابات لا تحمل ممكنات الإصلاح والتغيير، بحسب ناشطي الاحتجاج.