امتحان صعب ينتظر القوى السياسية التقليدية في انتخابات تشرين الأول المقبل، فهي تحاول منذ أشهر قليلة التكيف مع التحولات الحادة في مزاج جمهورها، الذي تأثر في حراك الاحتجاج وشبابه.
وتغيرت سلوكيات الأحزاب مؤخرا بالاعتماد على آليات جديدة في حملاتها الانتخابية، لكن الواقع لا يبشر المرشحين بقاعدة انتخابية ثابتة.
وقال مسؤولون في حملات متعددة إنهم يواجهون صعوبات جدية في تأمين حضور شعبي للفعاليات الانتخابية، حتى مع إنفاق أموال لهذا الغرض.
ومن أشكال التكيف، أن بعض القوى الأساسية أخفت وجوها قديمة، وقدمت بدلا منها شخصيات جديدة أملا في الحفاظ على الناخبين المعروفين، واستقطاب جمهور جديد في أفضل الأحوال.
ولوحظت مفاجأة في لعبة التكيف تكمن في محاولة القوى السياسية استثمار غياب الصدر، إذ يجري التنافس على قدم وساق لاستمالة الجمهور الصدري، وتسرب ماكنات دعائية مختلفة، رسائل ضمنية بأنها حليفة للصدر، وأنها الأقرب لتياره في الشارع.
وتقول مصادر من داخل الأحزاب إن قيادات وزعامات مهمة تعاني مؤخرا من ضعف الحضور الانتخابي في مؤتمراتها، فلم تعد الجماهير تتحمس لهذه التجمعات، ما دفع بعض التحالفات إلى اللجوء إلى دفعِ أموال مقابل مشاركتها.
وتضيف المصادر “حتى أولئك الذين يحصلون على الأموال ينقبلون على أحزابهم”.
وتشير المصادر إلى أن “أغلب التحالفات قررت التعويل على الوجوه الجديدة وإبعاد القديمة عن مرأى الناخبين، واستبدال أسماء وشعارات تكتلاتها بما يتناسب مع حالة الشارع”.