في آخر مشهد لنهر ديالى، يبدو النهر يابساً، مع أزمة الجفاف الحالية في المدينة جراء قلة الأمطار.
وتيببت الأزمة في انقطاع المياه عن أراض وبساتين زراعية واسعة في معظم مناطق المحافظة، خاصة في ذنائب الأنهر في الشمال والجنوب والشرق، ما اضطر المزارعين والحكومة المحلية الى الاعتماد على حفر الآبار، لتعويض النقص المائي.
يقول حسين علي، وهو مزارع من ديالى، لمراسل UTV، إن “الجفاف لم يترك لنا بداً سوى الاعتماد على مياه الآبار لري البساتين”، مبيناً أن “حفر كل بئر يكلف مبالغ طائلة قد تتجاوز 5 ملايين دينار وهو مبلغ لا يمكن لكل المزارعين توفير”.
وتفاقمت أزمة الجفاف بعد انخفاض مناسيب بحيرة حمرين التي تتجاوز طاقة خزنها ملياري متر مكعب من المياه الى أقل من ربع المليار، ما أدى الى خفض الاطلاقات المائية للأراضي الزراعية ومشاريع الإسالة، فيما تشير الإحصاءات الى أن عدد الآبار التي تم حفرها في ديالى مؤخراً بلغ أكثر من 100.
يتحدث مدير بيئة ديالى، عبد الله الشمري، لـUTV، قائلاً “أكثر الآبار التي وضعت ضمن الخطة هي لمياه الشرب وليس للمحاصيل الزراعية”، مشيراً إلى أن “الكثير من المزارعين اعتمدوا على أنفسهم بحفر الآبار وهذا ما يلقي على عاتقهم كلفة كبيرة، رغم أنها لاتفي بالغرض المطلوب للاراضي الزراعية”.
وحاول مراسل UTV الحصول على تعليق من مديرية الموارد المائية في ديالى بهذا الشأن، غير أن المديرية لم تبد أي رد حول أسئلة بشأن خططها لإدارة الأزمة، في وقت ألغت فيه وزارة الزراعة بسبب الجفاف، الخطة الزراعية الصيفية للموسم الحالي في المحافظة، لحصر استخدام المتوفر من الخزين المائي لأغراض الشرب وري البساتين فقط.
ويقول حسين خضير عباس مدير زراعة ديالى، لـمراسل UTV، إن “ري البساتين سيكون بالمراشنة”، مردفا “نعم إنه من الصعب الحصول على المياه لكن هناك إجراءات مشددة كي نوصلها للبساتين في ديالى، سيما وأن أغلبها قديمة وغير منظمة ولكن يجب الحفاظ عليها”.
وتسبب انخفاض مناسيب بحيرة حمرين في خروج محطات توليد الكهرباء كذلك عن الخدمة، وسط دعوات لحلول حكومية تسهم في حماية حصص العراق المائية مع دول الجوار وخزن أكبر كميات ممكنة من مياه الأمطار لمنع تكرار الازمة الحالية في مواسم الصيف المقبلة.