في تحد للأزمات والأوضاع السياسية والاقتصادية المتدهورة في لبنان، نظم القائمون على مهرجانات بعلبك الدولية أمسية فريدة من نوعها يوم الجمعة (9 يوليو/تموز) تحت عنوان “شاين ليبانون” أو “شمس لبنان ما بتغيب”، لإتاحة منصة للمواهب المحلية الشابة كي يعبروا عن أنفسهم.

وقد جرى تصوير عشرة حفلات موسيقية في عدة مواقع أثرية رومانية بأنحاء منطقة البقاع تضمنت موسيقى روك وأخرى كلاسيكية.

بعد ذلك بُثت الأعمال الفنية أمام مجموعة صغيرة من الحضور في الموقع الرئيسي ببعلبك، أكروبوليس بعلبك.

وقالت نايلة دفريج، رئيسة مهرجانات بعلبك، “ها السنة كان بدنا، فكرنا بطريقه شوية مختلفة، يعني مش قادرين كنا نعمل مهرجان عادي لأنه بنعرف كلنا إنه الظروف الصحية والمالية والاقتصادية والسياسية ما بتخلينا، ونحن ما كان بدنا نعمل مهرجان عادي، الفكرة كانت أنو ما نعمل شيء أو نقدر نشجع الشباب، الجيل الجديد الطالع بالموسيقى”.

أضافت “نحن أملنا ما نوقف، بس الظروف ما بتعرف لوين رح بتوصلنا، بافتكر صعب كتير الواحد يقدر يقول شو رح يعمل السنة الجاية، إن شاء الله البلد يرجع يقوم ع اجريه (على قدميه) وإن شاء الله كلنا وكل المهرجانات يقدروا يرجعوا يبلشوا أعمالهن وسهراتهن ونرجع نعيش عيشة طبيعية”.

ونُقل البث المباشر على العديد من القنوات التلفزيونية المحلية والقنوات العربية إضافة إلى وسائل التواصل الاجتماعي.

وقال شادي حنا، أحد مخرجي الحفل، “ها السنة رح يكون بث عبر الانترنت للمهرجان اللي عم بصير اليوم ورح يحضروا بكل العالم بث مباشر، وهيدا الشيء كمان كتير حلو لكل اللبنانية وحتى الأجانب يقدروا يشوفوا الشيء اللي عم ينعمل، الشيء الكتير حلو”.

وكان الفنان المحلي زاف هو الوحيد الذي قدم عرضا مباشرا في نهاية الحفل، وهو أمر قال إنه جلب له فرحة كبيرة.

وأضاف الملحن وعازف الموسيقى زاف، “بعتقد بعلبك هي المثال الوحيد اللي بيقولك إنو الفن اللبناني وكل الفنانين اللي جو ع لبنان من برات العالم، عالميا، بعتقد هو الأمل الوحيد لبنان تا يغير نظرتو بكيف بيشوف القصص”.

وقال عبدالحليم كركالله، مؤسس فرقة كركالله للرقص، “الشعوب بتروح ولكن، بتبقى حضارتها، مهرجان بعلبك دليل على حضارة لبنان كلها، وإن شاء الله الأيام ترجع، وبيرجع لبنان وبترجع البسمة ع اللبنانيين متل ما كانت”.

وقالت نايلة كتانة، ابنة إيمي كتانة أول رئيسة مهرجانات بعلبك: “أنا جاية ع بعلبك من وقت انولد، لأن أمي أسست المهرجانات، ولقيت إنو عيشته، عيشوا ها المهرجان كل ها الشباب، مع صوتهن، مع رقصهن، وبرافو المهرجان لها الشغل العظيم لأنه نحنا بلبنان بدنا نبقى وبدنا نتشجع ونشجع بعضنا”.

ونتيجة للأزمة المالية والصحية المستمرة في لبنان، لم تُنظم العديد من المهرجانات هذا العام فيما اعتُبر تغيرا جذريا ومزعجا للكثيرين.

ومهرجانات بعلبك من أقدم المهرجانات الثقافية في لبنان. فقد أسسها الرئيس كميل شمعون عام 1956 وتعتبر من أرفع المهرجانات السنوية في البلاد حيث شارك فيها العديد من أساطير الموسيقى في العالم العربي بمن فيهم أم كلثوم وفيروز.