من مستنقعٍ لرمي المخلفات، إلى محمية صغيرة تحاكي حياة الأهوار مع نباتات تقاوم ملوحة البصرة، هكذا انقلب حال ساقية لتصريف المياه رأسا على عقب، وباتت تعيش فيها الطيور والأسماك.
هذا المشروع الصديق للبيئة يعد تتويجا لمسار بحوث علمية للدكتورة في جامعة البصرة حليمة جبار، فهذه السيدة أنشأت دورة غذاء للكائنات الحية يعتمد بعضها على بعض في مكان كان مصدرا للتلوث.
وتقول جبار لـUTV إن “هذا المشروع عبارة عن هور يحاكي الطبيعة يهدف إلى تخليص البيئة من الملوثات وتخليص الهواء أيضا من ثاني أوكسيد الكاربون”.
وتضيف جبار “زرعنا نباتات تتحمل الملوحة، وعندنا مياه صرف صحي لمبازل مفاقس الأسماك استثمرتها لإنشاء حلقة لإعادة التدوير من خلال ري المزروعات خصوصا، والمياه تحتوي على مواد عضوية”.
وبالإمكان تعميم هذا النموذج على سائر السواقي المكشوفة لتصريف مياه الصرف الصحي المنتشرة في البصرة، والتي تصب بدورها في الأنهار، من دون إخضاعها لأي معالجة، حيث يطرح متخصصون حلولا لوقف التلوث وحماية المياه كما في عديد من دول العالم.
ويقول علاء البدران المتخصص بالشأن البيئي لـUTV إن “من الممكن استخدام طرق طبيعية لتعديل العناصر الخطيرة المسرطنة، مثل التقنيات النباتية والتهوية وغيرها”.
ويضيف البدران “للأسف محطات المجاري في العراق تستخدم حتى الآن طرقا قديمة للتصفية، من دون أن تعالج حامضية أو قاعدية هذه المياه”.
فرق البيئة رصدت في البصرة مئات من مصادر التلوث ترمي مخلفات الصرف الصحي في أنهار متصلة بشط العرب، ما جعله يعاني تلوثا خطيرا.
ويقول وليد الموسوي مدير بيئة المنطقة الجنوبية لـUTV إن “700 نشاط ملوث تم رصده على 7 أنهار متصلة بشط العرب، ما غير من جودة وطبيعة المياه في الشط، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى أمراض صحية تصيب سكان البصرة”.