بحلول تموز، بدأ موسم جني رطب الساير والحلاوي، في البصرة، وهو أول حدث في موسم النخيل العراقي، بعدما نضجت مبكرا بعض اصنافه على وقع ارتفاع درجات الحرارة.
وتوقعت مديرية الزراعة في المحافظة ارتفاع حجم المحصول هذا العام مقارنة بالأعوام السابقة.
وينهمك فلاحو بساتين النخيل عادة في هذه الفترة من العام في ترتيب “بسطاتهم” التي يزينها رطب “الحلاوي” و”الساير”؛ لبيع ما جلبوه من بساتينهم إلى زبائنهم الذين يحرصون على توسط الرطب موائدهم.
يقول أبو احمد، وهو صاحب محل لبيع الرطب، لمراسل UTV، إن “البصرة هي أولى محافظات العراق التي يُجنى فيها الحلاوي وبعده الساير وبفارق أيام قليلة”، موضحا أن “وقت جني أنواع البريم والخضراوي يأتي لاحقا، ليجنى في المرحلة الأخيرة رطب البرحي ويتسمر حتى أيلول”.
“القطفة الأولى تسوق بـ3 أضعاف سعر سواها”
وترتفع الأسعار مع القطف الأول لثمار النخيل، حيث يصل سعر الكيلوغرام الواحد للرطب إلى نحو 20 ألف دينار، لكنه يتناقص تدريجيا إلى عتبة 5 آلاف مع بلوغ موسم الرطب ذروته ولاسيما وهو يعد من أهم المواسم الزراعية.
وتتيح نخيل البصرة أنواعا مختلفة من الرطب، أشهرها “البرحي”، فيما تشكل جميع أصنافها حركة اقتصادية مع تنامي الإقبال على شرائها.
يتحدث عبدالله إسماعيل وهو مسّوق لمحصول الرطب لـUTV، قائلاً “في البداية ينزل محصول (خلال) الحلاوي الى السوق ويبلغ سعره نحو 10 آلاف دينار، ثم يجنى (رطب) الحلاوي ويبلغ سعره 20 الفا”، مضيفاً “ومن ثم تبدأ الأسعار بالانخفاض تدريجيا حتى تبلغ كما هو اليوم مثلا 4 آلاف دينار للكيلو الواحد في أسواق الجملة، ثم يباع على المواطنين بالمفرد بـ5 آلاف دينار للكيلوغرام الواحد”.
وتتميز ثمرة الصيف المميزة “الرطب” بطعمها وقيمتها الغذائية، وتجنى في البصرة بواسطة أدوات يدوية تصنع من أجزاء النخلة ذاتها، “كالفروند” المصنع من الليف والحبال، فيما يوضع الرطب بعد قطفه في سلال حيكت من خوص سعف النخيل.
ويصف التراث الشعبي الرطب بأنه فاكهة الغني والفقير، فضلا عن نجاعة تجارته اقتصاديا، فيما يبشر الفلاحون بأن إنتاج هذا الموسم سيكون جيداً، بعد ما وصل في العام الماضي إلى أكثر من 90 ألف طن.