UTV

في مرحلة تعاد فيها صياغة التوازنات الإقليمية، تقترب بغداد وأنقرة من مسار جديد… لا يقوم فقط على الملفات الشائكة، بل على رؤية أوسع للتكامل، تربط الجغرافيا بالمصالح، وتمنح العراق موقعا محوريا بين الخليج وأوروبا.

تتبنى تركيا مقاربة مختلفة تجاه العراق، تنظر إليه كامتداد طبيعي لعمقها الاستراتيجي، من آسيا الوسطى إلى الخليج. هذا التحول يعكس رغبة أنقرة في توسيع نفوذها الاقتصادي والسياسي، عبر بوابة بغداد، لا عبر حدود التوتر والصراع.

بالنسبة للعراق، تمثل تركيا اليوم شريكا تجاريا حيويا وبوابة مباشرة نحو الأسواق الأوروبية. موقع العراق الجغرافي يمنحه فرصة ليكون جسرا إقليميا، وممرا للسلع والطاقة، في وقت تتسابق فيه الدول لتأمين خطوط نقل بديلة.

مشروع طريق التنمية، الذي يربط الفاو بالحدود التركية، لا يعيد رسم خريطة النقل فقط، بل يمنح العراق دورا تنافسيا في معادلات التجارة العالمية. إنه مشروع التقت فيه مصالح بغداد وأنقرة… ويفتح الباب أمام تحالفات أوسع.

ما يميز هذا المسار الجديد أنه لا يقوم على تجميد الخلافات، بل على تجاوزها بإطار «الشراكة الاستراتيجية»..، ملفات كالمياه والأمن الحدودي لم تمح من الطاولة، لكنها تدار اليوم بمنطق المصالح المتبادلة، لا الاشتباك الدائم.

وسط هذه المتغيرات، يمتلك العراق فرصة نادرة لإعادة تموضعه في الإقليم.. شراكة متوازنة مع تركيا، لا تعني الانحياز، بل تمنح بغداد مساحة للمناورة، وتعزز موقعها كمركز توازن، في منطقة تتغير… لكنها تبحث عن استقرار.

 

 

تقرير: أحمد مؤيد