واصل الفنان الشاب مصطفى غريب تثبيت خطواته في الساحة الفنية بثبات وهدوء، واضعًا بصمته على عدد من الأعمال التي جمعت بين الكوميديا والدراما، ولافتا الأنظار بقدرته على تقديم شخصيات قريبة من الناس بروح تلقائية غير متكلفة.

وفي حواره مع “العربية.نت” و “الحدث.نت”، تحدث غريب عن مشاركته في فيلم “الشاطر” الذي يحكي طموحات جيل، وصراعاته، وخيباته، وانتصاراته، واعتبره تجربة مختلفة على مستوى النوع والكتابة والإخراج، تتجاوز نموذج النجم الأوحد وتركز على الجماعية.

كما أضاء غريب جوانب عن علاقته بزملائه داخل الوسط، وكواليس التصوير مع النجم أمير كرارة والفنانة هنا الزاهد والمخرج أحمد الجندي. وتطرق أيضًا إلى ملامح تحوله الفني، وأثر الخبرات التي راكمها من العمل مع نجوم كبار.

اكتشف منطقة جديدة في الأداء

وقال الفنان غريب إن مشاركته في فيلم “الشاطر” تمثّل محطة جديدة من محطات التحدي الفني، مشيرًا إلى أن العمل يحمل روحًا جماعية واضحة، انعكست على تفاصيل الأداء والإخراج، وساهمت في خلق تجربة سينمائية مميزة.

وأوضح غريب أن الفيلم لا يعتمد على نجم واحد، بل ينطلق من رؤية جماعية تجعل من كل شخصية داخل الحكاية عنصرًا فاعلًا في تحريك الأحداث، مشددًا على أن الجمهور سيلاحظ كيف تتكامل الأدوار ليصنع كل ممثل بصمته دون افتعال أو تكرار.

وأضاف أن الدور الذي يقدمه مختلف تمامًا عن الأدوار التي عرفه فيها الجمهور، سواء في الدراما التلفزيونية أو الكوميديا، وهذا ما جعله متحمس جدًا من أول قراءة السيناريو، لأنه كسر توقعاته كممثل، وجعله يكتشف منطقة جديدة في أدائه.

وأشار إلى أن التحضير للفيلم مرّ بمراحل دقيقة من العمل الجماعي، سواء على مستوى الورشة التمثيلية التي سبقت التصوير، أو من خلال النقاشات اليومية مع المخرج والمؤلف وفريق العمل، مؤكدًا أن هناك التزامًا جماعيًا بتقديم عمل مختلف “من القلب”، على حد تعبيره.

بعيدا عن التناول السطحي

وتابع غريب : “الفيلم يتحدث عن جيل يحاول أن يصل إلى مكانة في مجتمع متغير، وهو ما ينعكس في طبيعة الشخصيات داخل العمل. ليس فقط “الشاطر” بطل الفيلم، لكن كل شخصية لها قوس درامي كامل، وهو ما يعطي للفيلم عمقا إنسانيا”.

وعن التعاون مع الفنانة هنا الزاهد، قال غريب إن الكيمياء بينهما ظهرت منذ أول مشهد، مضيفًا: “هنا موهوبة جدًا، وتعرف كيفية التعامل مع الكاميرا بصدق، وهو ما ساعد كثيرا في نجاح المشاهد التي جمعتنا”، معتبرًا أن روح الفريق كانت”بطلة خفية” في إنجاح التصوير.

كما تحدث عن كواليس الفيلم مع النجم أمير كرارة قائلا إن الأخير ليس مجرد نجم بل هو قدوة في الالتزام والأخلاق والاحترافية في العمل والكواليس بينهم كانت رائعة للغاية.

كما أشاد غريب بالمخرج أحمد الجندي، وخاصة أنه ليس أول تعاون بينهما، فهو مخرج يستطيع قراءة الممثل، ويتدخل بدقة دون أن يفرض رؤية جامدة، بل يمنح مساحة لكل فنان ليلعب داخل إطار محسوب.

الفنان مصطفى غريب

طموحات..وصراعات..وانتصارات

وعن كواليس التصوير، ذكر غريب أنها كانت ممتعة لكنها لم تخلُ من التحديات، خاصة في مشاهد الحركة والتنقلات السريعة. وأوضح أن هناك العديد من المشاهد التي تم تصويرها في الشارع وتطلبت تركيزا من الفريق.

ورأى غريب أن فيلم “الشاطر” يحمل جانبًا إنسانيًا عميقًا، لا يقتصر فقط على المغامرة أو الضحك، بل يسلّط الضوء على طموحات جيل، وصراعاته، وخيباته، وانتصاراته الصغيرة.

وأكد غريب أنه فخور بالمشاركة في عمل مثل “الشاطر”، لأنه يقدّم سينما تعتمد على الحكي الحقيقي والممثل الحقيقي. وتمنى أن يحب الجمهور العمل ويعجب به.