UTV – بابل

لا توجد أسرّة كافية في ردهات معالجة مصابي الحروق في المركز المتخصص بمحافظة بابل، كما تغيب هذه الردهات تماما عن مستشفيات الأقضية والنواحي، على الرغم من أن عدد سكان المحافظة يتجاوز مليوني نسمة.

تضم محافظة بابل 12 سريرا فقط لمعالجة جميع مصابي الحروق، وجميعها في مستشفى واحد يقع في مركز المدينة، ويضاف إلى ذلك النقص الحاد في أطباء الحروق والتجميل، إذ لا تضم المحافظة سوى ثلاثة أطباء فقط، وفقا لدائرة الصحة، التي عزت أسباب غياب مراكز معالجة الحروق إلى قلة المساحات اللازمة لإنشاء مثل هذه المراكز، مؤكدة في الوقت ذاته تخصيص أموال لإعادة تأهيل مركز الحروق المغلق حاليا بسبب تهالك بنايته.

ويقول جواد البيرماني، مدير عام صحة بابل، إن “مراكز معالجة الحروق، بحسب المعايير الدولية، يجب أن تكون ضمن مستشفيات مركزية وتعليمية كبيرة، لكونها تشبه ردهات الإنعاش، ويشترط وجود أطباء مختصين بجراحة الحروق والتجميل. وفي بابل، لا يوجد سوى ثلاثة أطباء اختصاص في هذا المجال، ما يجعل من الصعب إنشاء مراكز أو ردهات خاصة في مستشفيات الأقضية والنواحي”.

ويضيف البيرماني أن “محافظ بابل وافق على تمويل الكشف الهندسي المُعد من قبل الدائرة لإعادة ترميم بناية المركز، لتكون الطاقة الاستيعابية بعد الترميم 37 سريرا في عموم المحافظة”.

لكن هذا الرقم لا يعكس الحاجة الفعلية للمحافظة، بل يُظهر فشلا واضحا في التخطيط، وفقا للجنة الصحة في مجلس محافظة بابل، خصوصا مع تسجيل أكثر من 100 حالة وفاة بسبب الحرائق خلال عام واحد، وهو ما يجعل مستشفيات مركز المدينة عاجزة عن التعامل مع أي طارئ كبير.

ويقول حسين الدهموشي، رئيس لجنة الصحة في المجلس، إن “دائرة صحة بابل تضم فقط ردهة واحدة في مستشفى الإمام الصادق التعليمي. أما باقي المستشفيات، فلا تمتلك القدرة الكافية، في حين أن ردهة الحروق في مستشفى الحلة التعليمي مغلقة منذ فترة وتحتاج إلى ترميم شامل”.

ويشير إلى أن “التمويل غير كافٍ، إذ تتطلب عملية الترميم نحو 100 مليون دينار، في وقت تغيب فيه أولويات الإنفاق الصحية في المحافظة. كما أن بعض حالات الوفاة الناجمة عن الحروق لا يتم تسجيلها رسميا، رغم أنها تتراوح سنويا بين 75 و100 حالة”.

وقبل نحو شهر، تعرّض فرن صمون في ناحية المدحتية جنوبي بابل إلى حريق أسفر عن عدة إصابات، جرى نقل أغلبهم إلى خارج المحافظة لتلقي العلاج، بسبب نقص الأسرّة ووحدات المعالجة المتخصصة بمصابي الحروق.

ودعت أوساط شعبية الجهات المعنية والدفاع المدني في بابل إلى متابعة إجراءات السلامة في جميع المراكز التجارية، خاصة ما يتعلق بمنظومات إطفاء الحرائق ومخارج الطوارئ.

تقرير: حيدر الجلبي