استعاد الإسباني كارلوس ألكاراز المتوج بلقب ويمبلدون للتنس مرتين مستواه في اللحظات المهمة ليتغلب 6-4 و5-7 و6-3 و7-6 على الأمريكي تيلور فريتز اليوم الجمعة ويتأهل إلى نهائي البطولة للعام الثالث على التوالي.

وفرض ألكاراز، الذي يسعى للفوز بلقبه السادس في البطولات الأربع الكبرى، تفوقه في النهاية أمام فريتز الذي يتسم بالثبات في الأداء لكن لم تكن أسلحته القوية كافية لتهديد المصنف الثاني تحت أشعة الشمس القوية في الملعب الرئيسي.

ويلتقي ألكاراز في النهائي بعد غد الأحد مع المصنف الأول عالميا يانيك سينر الذي أطاح بالصربي نوفاك ديوكوفيتش الحائز على 24 لقبا في البطولات الكبرى منها سبعة ألقاب في ويمبلدون.

وتغلب سينر على ديوكوفيتش بمجموعات متتالية ليتأهل إلى نهائي ويمبلدون للمرة الأولى ويواجه ألكاراز الذي تغلب على الإيطالي في نهائي فرنسا المفتوحة هذا العام.

وكانت آخر هزيمة لألكاراز في بطولة برشلونة المفتوحة في أبريل نيسان الماضي وحقق اليوم الفوز 24 على التوالي، وهي أطول سلسلة انتصارات متتالية في مسيرته، كما تشكل إحصائية غير سارة لمنافسه في النهائي.

وبات ألكاراز على بعد خطوة واحدة من معادلة رقم بيورن بورج، اللاعب الوحيد في عصر الاحتراف الذي حقق الفوز ببطولتي فرنسا المفتوحة وويمبلدون لثلاثة أعوام متتالية، وذلك بين عامي 1978 و1980.

وقال ألكاراز على أرض الملعب عقب المباراة “لا أفكر بشأن سلسلة الانتصارات المتتالية أو هذه النتائج. هذا حلمي، أن أدخل إلى هذه الملاعب الجميلة وألعب التنس في أجمل بطولات في العالم”.

وأضاف “هذا ما أفكر فيه في كل بطولة وهذا هو سبب محاولاتي لإضفاء البهجة في الملاعب”.

ونجح ألكاراز بالفعل في إسعاد الجماهير الحاضرة في الملعب الرئيسي عبر مباراة جمعت بين اثنين من المتنافسين ذوي الأساليب المختلفة.

وبدا فريتز هادئا للغاية ويتمتع بثبات المستوى من الناحيتين الذهنية والجسدية، بينما أبدى ألكاراز مستويات حماس وطاقة متغيرة مع تألق لافت في اللحظات الحاسمة، واستعرض ضربات أمامية قوية للغاية أثارت صيحات الإعجاب.

وقال ألكاراز عقب المباراة “كانت مباراة صعبة حقا كما هو معتاد عند اللعب أمام تيلور. وكانت الأمور أكثر صعوبة في ظل هذا الظروف، الطقس كان حارا اليوم بالفعل”.

وأضاف “أنا سعيد بكل ما قدمته اليوم. تعاملت مع التوتر، فاللعب هنا في الدور قبل النهائي ليس سهلا.

“فخور حقا بالطريقة التي حافظت بها على هدوئي… وسعيد بالمستوى الذي قدمته اليوم”.

وكسر فريتز إرسال ألكاراز للمرة الأولى والوحيدة ليحسم المجموعة الثانية لصالحه بعد تراجع مستوى اللاعب الإسباني، لكن حامل اللقب استعاد السيطرة سريعا وكسر إرسال منافسه مرتين في المجموعة الثالثة ثم نجح في حسم الفوز عبر شوط فاصل مثير في المجموعة الأخيرة.

وإذا كان من الممكن تلخيص أوجه التميز في أداء فريتز، فإن ذلك يتمثل في الإرسال القوي والضربة الأمامية القوية، بينما تميز أداء ألكاراز بالإرسال القوي والضربة الأمامية القوية وكل شيء آخر إلى جانب هذا.

وفي المجموعات التي فاز بها ألكاراز، لعب ضربات إرسال لا تُضاهى وفاز بنسبة 100 بالمئة من نقاط إرساله الأول في المجموعة الأولى، وكسر إرسال منافسه في الشوط الأول ثم حسم المجموعة بسهولة.

وفي المجموعة الثالثة، حصل فريتز على نقطة واحدة فقط من إرسال ألكاراز، وكسر المصنف الثاني إرسال فريتز ليتقدم 2-1 ثم حسم المجموعة ليفرض هيمنته في المواجهة.

وسجل فريتز 11 ضربة ناجحة مثيرة للإعجاب عبر الضربات الأمامية كما سجل ألكاراز عشر ضربات ناجحة رائعة.

وتقاربت مستويات اللاعبين في اللعب من الخط الخلفي للملعب، لكن فارقا اتضح بينهما عند اللعب بالقرب من الشبكة.

وفرض ألكاراز تفوقه عبر النجاح المتكرر في طريقة الإرسال والتقدم إلى الشبكة، وهي ضربة مفضلة منذ فترة في ويمبلدون ويتجدد ظهورها بين الحين والآخر على الملعب الرئيسي.

وأحرز اللاعب الإسباني 16 من إجمالي 20 نقطة عبر هذه الطريقة التي حاول فريتز تنفيذها مرتين فقط.

وحصد الإسباني 31 نقطة من إجمالي 41 نقطة على الشبكة وهو أكثر من ضعف ما فاز به منافسه البالغ من العمر 27 عاما.

وكان لفريتز لحظات تألق في المباراة سجلها مع تراجع إيقاع ألكاراز، وتعادل معه بالفعل في المجموعة الرابعة لكنه أهدر نقطتين حاسمتين في الشوط الفاصل، وهو ما جنب ألكاراز خوض مجموعة خامسة حاسمة.

وحرم ألكاراز الأمريكي فريتز، الذي خاض اليوم الدور قبل النهائي الثاني له في البطولات الكبرى، من أن يصبح أول أمريكي يصل إلى نهائي ويمبلدون بعد آندي روديك في عام 2009.

وأصبح ألكاراز على بعد انتصار واحد من الانضمام إلى بيورن بورج وبيت سامبراس وروجر فيدرر وديوكوفيتش في قائمة اللاعبين الوحيدين الذين فازوا بثلاثة ألقاب متتالية في ويمبلدون خلال عصر الاحتراف.

وقال ألكاراز “الآن لا أريد التفكير في مباراة يوم الأحد. أريد فقط الاستمتاع بهذه اللحظة وبوصولي إلى النهائي الثالث على التوالي. سيكون لدي وقت للتفكير في مباراة الأحد، وسأشاهد مباراة قبل النهائي الأخرى أيضا، وبعدها، لنر ما سيحدث”.