UTV – بغداد

أجواء ملبدة تستبق الانتخابات البرلمانية التي ينتظر إجراؤها في تشرين الثاني المقبل، حيث لا يقتصر التوتر على الساحة الأمنية، بل يمتد إلى عمق المشهد السياسي الذي تتعالى فيه أصوات المقاطعة من حين إلى آخر، مهددة صورة العملية الديمقراطية برمتها.

في طليعة المقاطعين، يبرز زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الذي عاد مجددا ليشدد على موقفه الرافض للمشاركة، متمسكا بذات العلل التي ساقها في آذار الماضي: استشراء الفساد وسطوة الفاسدين، مؤكدا أن العراق بات، في نظره، يلفظ أنفاسه الأخيرة.

وبحسب بيان الصدر الأخير، فإن دوافع أخرى تقف وراء إصراره على المقاطعة، فقد تحدث عن ضرورة تسليم السلاح المنفلت الى الدولة، وحل الميليشيات، وتقوية الجيش والشرطة، مع التأكيد على استقلال القرار العراقي عن أي تأثير خارجي، والدفع بعجلة الإصلاح كسبيل وحيد للخلاص.

تصريح الصدر جاء بالتزامن مع التصعيد الخطير الذي يشهده العراق والمتمثل بالهجمات شبه اليومية بالطائرات المسيرة على منشآت عراقية حيوية وخاصة مطاري أربيل وكركوك، من دون أن تكشف التحقيقات بعد عن الجهات المنفذة لها.

مؤشر مقلق يطرح علامات استفهام خطيرة، وحرب خفية تدار عن بعد وبأدوات متقدمة، تحاول تشكيل معادلة جديدة للأمن في البلاد، تكشف هشاشة المنظومة الدفاعية أمام أدوات تكنولوجية منخفضة التكلفة لكنها عالية الأثر، فالدرونات المنفلتة التي باتت تجوب السماء من دون رادع قد لا تكون مجرد رسائل تكتيكية، بل أدوات لضرب الاستقرار وإعادة إنتاج الصراع داخل الحدود العراقية، وهو ما قد يضع الانتخابات القادمة أو موعدها المعلن في مهب الريح.

تقرير: عدنان العامر