من بادر بطلب وقف إطلاق النار أولاً: إيران أم إسرائيل؟
نشر منذ 7 أيام
ذكرت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، اليوم الأربعاء، أن إسرائيل هي من بادرت بطلب وقف إطلاق النار مع إيران، وذلك بعد الضربات الجوية التي نفذتها الولايات المتحدة على ثلاثة مواقع نووية إيرانية يوم الأحد. وأشارت الصحيفة إلى أن تل أبيب كانت “تبحث عن مخرج لإنهاء الحرب”.
ونقلت الصحيفة عن مصدر داخل الحكومة الإسرائيلية قوله إن إسرائيل رأت، عقب الضربة الأميركية، أن “الوقت أصبح مناسباً للتوقف”، وكانت ترغب في “تحويل المكاسب العسكرية إلى مكاسب دبلوماسية”.
وبحسب فايننشال تايمز، فإن هجوم إيران على قاعدة العديد الأميركية في قطر يوم الاثنين، تبعه اتفاق مبدئي بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على إنهاء الحرب، ما عكس توافقاً في الرغبة بين واشنطن وتل أبيب على التهدئة.
وكشف دبلوماسي مطلع أن الاتفاق بين ترامب ونتنياهو أطلق سلسلة من الاتصالات الدبلوماسية المكثفة مساء الاثنين، كان أبرزها مكالمة للرئيس ترامب مع أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، طلب فيها وساطة الدوحة لإقناع طهران بقبول الهدنة.
وفي أقل من ساعتين، بحسب الدبلوماسي، تمكنت قطر من الحصول على موافقة إيرانية، رغم التوتر الذي أعقب قصف طهران لقاعدة العديد، وهو قصف “محسوب” لم يسفر عن خسائر بشرية، وساهم في تهيئة الأجواء للتوصل إلى اتفاق.
وأضاف دبلوماسي إقليمي أن محادثات جرت بين إيران ورئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن جاسم آل ثاني، أدت إلى موافقة طهران على وقف إطلاق النار. وبحلول مساء الاثنين بتوقيت واشنطن، أعلن ترامب عن “اختراق مفاجئ”، مهنئًا إسرائيل وإيران على ما وصفه بـ”القدرة على التحمل والشجاعة والذكاء” لإنهاء ما أطلق عليه “حرب الأيام الـ12”.
وأشار الدبلوماسي إلى أن الهدنة لم تتضمن شروطًا جوهرية، مرجحًا أن المرحلة التالية قد تشمل إمكانية استئناف المحادثات بين واشنطن وطهران لحل الأزمة النووية المتفاقمة، والتي تُعد من الأسباب الجذرية للتصعيد.
أما بالنسبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، فكان تدخل ترامب العسكري حاسمًا في تمكينه من الادعاء بتحقيق أهداف إسرائيل، خاصة وأنها لا تملك القدرة العسكرية الكافية لضرب منشأة “فوردو” النووية الإيرانية المحصنة تحت الجبال، وهي المنشأة الأساسية لتخصيب اليورانيوم بدرجات عالية.
ولا يزال مدى الضرر الذي لحق بفوردو غير واضح، كما أن مصير 400 كيلوغرام من اليورانيوم الإيراني المخصب بدرجة قريبة من المستوى العسكري لا يزال مجهولًا، وسط تكهنات بأنه ربما تم نقله قبل الضربات الجوية.