إحياء الموروث الملاحي العراقي.. قوارب تراثية تزين مجدداً أنهار البصرة
نشر منذ 6 ساعات
عادت الزوارق التراثية إلى أنهار مدينة البصرة، جنوب العراق، ضمن مبادرة محلية تحمل اسم “مشروع الموروث الملاحي”، تهدف إلى إحياء التراث الملاحي العريق الذي ارتبط بحضارات وادي الرافدين منذ آلاف السنين.
وفي مشهد استثنائي، قاد متطوعون وسكان محليون زوارق خشبية مجددة باستخدام المجاديف، بتصاميم مستوحاة من العصور السومرية والبابلية، وذلك ضمن فعاليات ثقافية تسعى لإعادة تسليط الضوء على هذا الجانب المنسي من التاريخ العراقي.
وقالت هبة جودة، إحدى المتطوعات في نادي البصرة للموروث الملاحي:
“اخترنا هذا المكان لإبراز أهمية القوارب القديمة، التي كانت وسيلة نقل رئيسية في العصور السومرية والبابلية، لكنها اختفت بمرور الزمن. هدفنا هو إحياء هذا الشكل من الموروث وتعريف الأجيال الجديدة به.”
أُسس المشروع عام 2017، بهدف إعادة بناء نماذج طبق الأصل من القوارب القديمة، استناداً إلى نصوص ومخطوطات تاريخية موثقة في مصادر متحفية وأكاديمية.
وتُعرض بعض هذه القوارب في متحف البصرة الحضاري، بينما تُستخدم أخرى فعلياً في أنشطة نادي الموروث الملاحي، لإتاحة تجربة الملاحة التراثية للجمهور.
حتى الآن، تمكن المشروع من تصنيع نحو 100 زورق تراثي في عدة محافظات عراقية، بتمويل ودعم من مؤسسات ثقافية دولية، أبرزها:
-
صندوق الحفاظ على الموروث
-
المجلس الثقافي البريطاني
-
التحالف الدولي لحماية التراث في مناطق النزاع (ALIPH)
وذلك بالتعاون مع مركز المخطوطات والتراث البصري.
تأتي هذه المبادرة كمحاولة جادة لإحياء جانب مهم من الذاكرة العراقية، وربط الماضي بالحاضر من خلال إعادة الحياة إلى أنهار البصرة التي كانت يوماً ما شرايين ملاحة نابضة بالتراث والتاريخ.