تستعد حكومة ترامب في الأيام المقبلة لإلغاء عدد من العقود المرتبطة بوزارة شؤون المحاربين القدامى خلال هذا العام، في إطار أنشطة إدارة الكفاءة الحكومية التي يقودها إيلون ماسك ويعمل بها فريق من المهندسين التابعين له. وفقًا لتقرير نشره موقع “بروبوبليكا” (ProPublica)، اعتمدت الإدارة على نموذج ذكاء اصطناعي قديم وأقل تطورًا، ما أدى إلى تضخم مبالغ عقود الرعاية الصحية وتقديرات خاطئة للحالة الصحية للمحاربين القدامى.

على سبيل المثال، أخطأ النموذج في تقييم قيمة عقود الرعاية الصحية لبعض المحاربين القدامى، حيث وصلت قيمة العقد في إحدى الحالات إلى 34 مليون دولار بدلاً من 34 ألف دولار. ويتضمن تقرير إدارة الكفاءة أكثر من 2000 عقد معنية بالمراجعة.

حتى الآن، لم يتضح ما إذا كانت جميع هذه العقود ستُلغى أم لا، إذ أعلنت وزارة شؤون المحاربين القدامى إلغاء 600 عقد حتى الآن، منها 20 عقدًا وردت في تقرير إدارة الكفاءة. ورفضت الوزارة تقديم أي توضيحات لأعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين الذين سعوا لكشف تفاصيل القضية.

وكشف تحقيق “بروبوبليكا” عن بعض العقود التي تم إنهاؤها، منها عقد صيانة جهاز تسلسل الجينات المستخدم في تطوير علاجات السرطان، وعقد لتحليل عينات الدم لدعم مشروع بحثي تابع للوزارة، إضافة إلى مشروع لقياس كفاءة فرق التمريض في التعامل مع المحاربين القدامى.

كما تمكن الموقع من الحصول على الكود البرمجي المستخدم في نموذج الذكاء الاصطناعي لتحديد العقود، وشارك الكود مع خبراء في مجال الذكاء الاصطناعي والعقود، الذين أعربوا عن انتقادات حادة لاستخدام الذكاء الاصطناعي بهذه الطريقة، واصفين التجربة بأنها مشكلة عميقة.

وفي مقابلة مع ساهيل لافينجيا، أحد المبرمجين الذين عملوا في إدارة الكفاءة الحكومية تحت قيادة إيلون ماسك، أقر لافينجيا بوجود أخطاء خلال فترة عمله التي لم تتجاوز شهرين. وأضاف: “لن أنصح أحدًا بتشغيل الكود الخاص بي أو اتباع التعليمات البرمجية الواردة فيه”. ووصف الوضع بأنه أشبه بمشهد من مسلسل “أوفيس” (The Office)، حيث يقود الشخصية ستيف كاريل سيارته إلى البحيرة بناءً على تعليمات خاطئة من خرائط غوغل.

وأوضح لافينجيا أنه أنهى تطوير الأداة التي تفحص العقود خلال 24 ساعة فقط، باستخدام الذكاء الاصطناعي لكتابة الكود الذي يفحص أكثر من 90 ألف عقد في وزارة شؤون المحاربين القدامى.