تسعى شركة ميتا، المالكة لمنصّتي فيسبوك وإنستغرام، إلى إحداث نقلة نوعية في صناعة الإعلانات الرقمية، عبر تمكين العلامات التجارية من تصميم حملاتها الإعلانية بالكامل باستخدام الذكاء الاصطناعي، وذلك بحلول نهاية العام المقبل، وفقًا لما نقلته صحيفة وول ستريت جورنال عن مصادر مطلعة.

نظام ذكي شامل لإنشاء الإعلانات واستهداف الجمهور

وبحسب التقرير، تطور “ميتا” أدوات تتيح للمعلنين إدخال صورة للمنتج وميزانية محددة، لتقوم تقنيات الذكاء الاصطناعي بتوليد الإعلانات تلقائيًا، بما يشمل الصور والفيديو والنصوص، إلى جانب تحليل الفئات المستهدفة واقتراح الميزانيات الأنسب على منصتي إنستغرام وفيسبوك.

تخصيص الإعلانات تلقائيًا حسب الجمهور

من الميزات اللافتة التي تسعى “ميتا” لتضمينها، القدرة على تخصيص الإعلانات حسب الموقع الجغرافي والمستخدمين، إذ يمكن عرض نسخ متعددة ومخصصة من الإعلان ذاته في وقت واحد. فعلى سبيل المثال، قد يرى مستخدم في منطقة ثلجية سيارة تعبر جبلاً جليدياً، بينما يرى آخر في مدينة مزدحمة السيارة تسير في شارع حضري.

زوكربيرغ: نحتاج إلى نتائج قابلة للقياس على نطاق واسع

وأكد الرئيس التنفيذي للشركة، مارك زوكربيرغ، أهمية تطوير حلول ذكاء اصطناعي توفر للمعلنين نتائج قابلة للقياس على نطاق واسع، مشددًا على أن الهدف هو بناء منصة تجعل الشركات قادرة على تحديد أهدافها التسويقية وتوزيع الميزانيات، بينما تتكفل “ميتا” بإدارة التفاصيل الفنية واللوجستية.

سباق تقني في سوق إعلانات مزدحمة

وتأتي هذه الخطوة في ظل منافسة شديدة بين شركات التكنولوجيا على سوق الإعلانات الرقمية، حيث تستثمر كل من سناب وبينترست وريديت في أدوات ذكاء اصطناعي مماثلة، بينما تعمل غوغل وOpenAI على تطوير نماذج توليد الصور والفيديوهات لأغراض إعلانية.

ورغم أن هذه الأدوات أثبتت قدرات تقنية متقدمة، إلا أن انتشارها التجاري الواسع لا يزال محدودًا، في ظل مخاوف المسوقين من فقدان التحكم الإبداعي، وسلامة العلامة التجارية، وجودة المحتوى النهائي.

الإعلانات تموّل طموحات ميتا في الذكاء الاصطناعي

ويُشكل الإعلان الرقمي العمود الفقري لإيرادات “ميتا”، حيث سجل أكثر من 97% من عائداتها في عام 2024، ما يمكّن الشركة من تمويل استثماراتها الضخمة في رقائق الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات وتدريب النماذج المتقدمة.