UTV – بغداد

لم تعد الحوادث المرورية في العراق مجرد أرقام تسجل في دفاتر المرور، بل تحولت إلى كابوس يومي يحصد الأرواح ويخلف خسائر مادية فادحة، ففي الساعة الواحدة والنصف من صباح اليوم الأول من كانون الثاني 2025، سجلت بغداد أول حادث مروري بتصادم وقع عند جسر الأمانة باتجاه ساحة ميسلون، لتبدأ بعدها سلسلة حوادث حصدت أرواح المواطنين وتسببت بخسائر مادية، معلنة بذلك بداية عام جديد مشحون بالمآسي.

وتتعدد أسباب الحوادث، لكن أبرزها يتمثل في السرعة المفرطة وعدم أهلية بعض السائقين وقدم البنية التحتية للطرق، وغياب العلامات والدلالات المرورية، وعدم الالتزام بالنظام المروري وقواعد السير مثل لبس حزام الأمان، إضافة إلى الانشغال بالهواتف المحمولة، والتراخي في تطبيق القانون.

وتصدرت ديالى مشهد الحوادث المرورية خلال العام الحالي، بأكثر من ستة آلاف حادث، أسفرت عن وفاة 320 شخصا وإصابة 2700، معظمها وقعت على الطريق الدولي الرابط بين بغداد وإقليم كردستان عبر قضاء الخالص وناحية العظيم، وتستقبل مستشفى القضاء بشكل يومي ضحايا ومصابين من ستة إلى سبعة حوادث، ما يعكس خطورة الطريق.

أما في ذي قار، فقد استقبل مستشفى الناصرية التعليمي خلال الشهر الماضي فقط، أكثر من 450 إصابة جراء حوادث مرورية وقعت في مناطق متفرقة، فيما شهدت أيام عيد الفطر تسجيل أكثر من 200 إصابة بسبب ارتفاع وتيرة الحركة المرورية، خاصة على الطرق السريعة والمداخل الرئيسية للمدن.

وخلال الأعوام السابقة وتحديدا في عام 2023، أظهرت تقارير وزارة التخطيط أن عدد الحوادث المرورية بلغ أكثر من 11500، خلفت أكثر من ثلاثة آلاف وفاة ونحو 12600 إصابة.

وبحلول منتصف عام 2024، تم تسجيل نحو سبعة آلاف حادث مروري، نجم عنها أكثر من ألف وفاة وإصابة نحو 4400، في وضع يؤكد استمرار تصاعد منحنى الخطر دون وضع حلول جذرية.

الطرق في العراق تحولت من أداة لتسهيل تنقل المسافرين، إلى مصائد للموت بسبب تدهور البنية التحتية، وضعف الصيانة، وتهالك الطرق، كما يتحمل المواطن هو الآخر جزءا من هذه الحوادث، بسبب القيادة المتهورة وعدم الامتثال للقانون، فيما يؤكد متخصصون أن المعالجة تبدأ بفرض رقابة إلكترونية صارمة عبر كاميرات مراقبة تغطي الطرق كافة، وفرض غرامات مالية رادعة على المخالفين، إلى جانب إلزام المركبات بالفحص الدوري للتأكد من استيفائها شروط السلامة.

 

 

تقرير: عبد المهيمن باسل