تراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تهديده بفرض رسوم جمركية 50 بالمئة على الواردات من الاتحاد الأوروبي الشهر المقبل وعاد للموعد النهائي المحدد له التاسع من يوليو تموز للسماح بإجراء محادثات بين واشنطن والاتحاد المكونة من 27 دولة للتوصل إلى اتفاق.

وارتفعت الأصول الأوروبية اليوم الاثنين. وبلغ اليورو أعلى مستوى له مقابل الدولار منذ 30 أبريل نيسان، بينما تشير العقود الآجلة الأوروبية والألمانية إلى أن الأسهم ستفتح على ارتفاع بأكثر من 1.5 بالمئة.

كان ترامب قال يوم الجمعة إنه يوصي بفرض رسوم جمركية 50 بالمئة اعتبارا من الأول من يونيو حزيران، معبرا عن عدم رضاه عن بطء وتيرة المفاوضات التجارية مع الاتحاد الأوروبي. وأثر هذا التهديد سلبا على الأسواق المالية العالمية، وفاقم حربا تجارية اتسمت بتغييرات متكررة في سياسات الرسوم الجمركية على شركاء الولايات المتحدة التجاريين وحلفائها.

وأعطى تخفيف الرئيس الأمريكي حدة موقفه بعد يومين متنفسا مؤقتا جديدا في سياسته التجارية المتقلبة، لكن التذبذب الأحدث في اتخاذ القرارات يذكر صانعي السياسات والمستثمرين بالطبيعة السريعة لتغير الأوضاع.

وتراجع ترامب، الذي عبر مرارا عن استيائه من الاتحاد الأوروبي ومعاملته للولايات المتحدة في مجال التجارة، بعد أن أخبرته رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أمس الأحدبأن الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى مزيد من الوقت للتوصل إلى اتفاق.

وطلبت منه خلال مكالمة هاتفية تأجيل الرسوم الجمركية حتى يوليو تموز، وهو الموعد النهائي الذي حدده في الأصل عندما أعلن عن الرسوم الجديدة في أبريل نيسان. وقال ترامب للصحفيين أمس إنه وافق على الطلب.

وقال قبل عودته إلى واشنطن بعد قضاء عطلة في نيوجيرزي “أجرينا مكالمة لطيفة للغاية، ووافقت على التأجيل… قالت إننا سنجتمع معا بسرعة لنرى ما إذا كان بإمكاننا التوصل إلى شيء ما”.

وقالت فون دير لاين في منشور على إكس إنها أجرت مكالمة هاتفية “جيدة” مع ترامب، وإن الاتحاد الأوروبي مستعد للتحرك بصورة سريعة.

وأضافت “أوروبا مستعدة لدفع المحادثات بشكل سريع وحاسم… للتوصل إلى اتفاق جيد، نحتاج إلى مهلة حتى التاسع من يوليو”.

 

* صعود شركات السيارات والسلع الفاخرة

كان ترامب قد حدد في أوائل أبريل نيسان الماضي مهلة 90 يوما للمحادثات التجارية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والتي كان من المقرر أن تنتهي في التاسع من يوليو تموز. لكن خالف يوم الجمعة هذا الإطار الزمني، وقال إنه غير مهتم بالتوصل إلى اتفاق من الأساس.

وذكرت مصادر مطلعة أن المحادثات وصلت إلى طريق مسدود، إذ تطالب واشنطن بروكسل بتنازلات أحادية الجانب لفتح المجال أمام أنشطة الأعمال الأمريكية، بينما يسعى الاتحاد الأوروبي إلى اتفاق يحقق مكاسب للطرفين.

ويواجه الاتحاد الأوروبي بالفعل رسوما جمركية أمريكية تبلغ 25 بالمئة على وارداته من الصلب والألمنيوم والسيارات، إلى جانب الرسوم البالغة عشرة بالمئة على جميع السلع الأخرى تقريبا، وهي رسوم كان من المقرر أن ترتفع إلى 20 بالمئة بعد انتهاء مهلة التسعين يوما في يوليو تموز.

ويمكن أن ترتفع الرسوم الآن إلى 50 بالمئة في حالة عدم التوصل إلى اتفاق، مما قد يرفع أسعار المستهلكين على كل شيء، من سيارات بي.إم.دبليو وبورشه الألمانية إلى زيت الزيتون الإيطالي، ويؤثر سلبا على الطلب على حقائب اليد الفرنسية الفاخرة.

وقادت أسهم شركات صناعة السيارات وتجارة التجزئة الفاخرة وصناعة النبيذ والمشروبات الكحولية ارتفاع العقود الآجلة للأسهم الأوروبية.

وانخفضت مؤشرات الأسهم الأمريكية الرئيسية والأسهم الأوروبية يوم الجمعة وتراجع الدولار بعد أن أعلن ترامب أن واشنطن تعتزم فرض رسوم جمركية 50 بالمئة على الاتحاد الأوروبي من بداية يونيو حزيران.

ويسعى ترامب إلى قلب الاقتصاد العالمي رأسا على عقب بسياساته التجارية، لكن بعد أن أثار إعلانه في أبريل نيسان فرض رسوم جمركية على عدة دول اضطرابا في الأسواق المالية، خفف من حدة تهديداته وفضل المحادثات. ومنذ ذلك الحين، وقعت واشنطن اتفاقا مع بريطانيا وأجرت مناقشات مع الصين.

لكن التقدم مع الاتحاد الأوروبي اتسم بالبطء، مما أثار غضب ترامب وفاقم التوتر الأوسع بين الحليفين بشأن أجندة ترامب “أمريكا أولا” واعتماد أوروبا طويل الأمد على واشنطن لتلبية احتياجاتها الأمنية والدفاعية.