يلتقي إنتر ميلان الإيطالي مع برشلونة الإسباني مساء اليوم عند الساعة العاشرة مساءً على ملعب (جوزيبي مياتزا) في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، إذ ستكون أوروبا كلها على موعد مع واحدة من أكثر المواجهات المرتقبة في الموسم، بين فريقين تجمعهما العراقة، الحلم، والتاريخ القاري المتشابك.

مباراة الذهاب التي جرت في ملعب برشلونة الأسبوع الماضي وانتهت بتعادل مثير (3-3)، حملت كل ملامح الكلاسيكيات الأوروبية، من الأهداف المبكرة إلى التحولات الدرامية في الأداء، لكن ما يزال الحسم معلقاً في ميلانو، حيث سيتقرر هوية المتأهل إلى النهائي الكبير في ميونيخ.

ويقدم برشلونة تحت قيادة المدرب هانزي فليك، كرة قدم هجومية ساحرة، جعلته يسجل 40 هدفاً في دوري الأبطال هذا الموسم، ليصبح على بعد 5 أهداف فقط من الرقم القياسي التاريخي الذي يحمله بنفسه (45 هدفا في الموسم 1999-2000).

لكن في المقابل، هناك إحصائية تاريخية قد تثير القلق في صفوف الكتالونيين: برشلونة لم يحقق سوى فوز واحد فقط في ست زيارات له لملعب إنتر ميلان في دوري الأبطال، كما أن نسبة انتصاراته في الملاعب الإيطالية لا تتجاوز 21% (5 انتصارات من أصل 24 مباراة)، وهي الأقل له في أي دولة أوروبية أخرى.

الفريق الكاتالوني لم يصل إلى نهائي دوري الأبطال منذ تتويجه العام 2015، حين تغلّب على يوفنتوس. لكن هذه النسخة تحمل طابعاً مختلفاً، خصوصا بفضل التألق اللافت لثنائي الأجنحة لامين يامال ورافينيا. يامال، الذي لم يبلغ الثامنة عشرة بعد، سجل 5 أهداف في البطولة، ليضع اسمه إلى جانب أسماء مثل مبابي، هالاند وراؤول كأكثر المراهقين تسجيلاً في موسم واحد.

أما رافينيا، فقد ساهم في 20 هدفا أوروبياً هذا الموسم (12 هدفا و8 تمريرات حاسمة)، بفارق هدف واحد فقط عن الرقم القياسي الذي حققه كريستيانو رونالدو (21 مساهمة) في الموسم 2013-2014.

ورغم غياب الهداف البولندي روبرت ليفاندوفسكي عن آخر 4 مباريات بسبب إصابة عضلية، فإن بديله فيران توريس ظهر بصورة مبهرة، مسجلاً هدفاً في الذهاب ومواصلاً معدله التهديفي الاستثنائي هذا الموسم (19 هدفا في 17 مباراة كأساسي).

في الجهة المقابلة، يسعى إنتر ميلان للعبور إلى النهائي الثالث له في دوري الأبطال بعد نسختي 2010 و2023، أذ يمتلك فريق المدرب سيموني إنزاجي سجلاً مذهلاً على ملعبه قارياً، إذ لم يخسر في آخر 15 مباراة في دوري الأبطال على ملعبه ، كما فاز في 9 من آخر 11 نصف نهائي أوروبي لعبها في ميلانو.

ورغم القلق المحيط بموقف القائد والهداف لاوتارو مارتينيز، الذي خرج مصاباً في الشوط الأول من لقاء الذهاب، إلا أن النيراتزوري أثبتوا أن بإمكانهم التسجيل بدونه، إذ سجلوا ثلاثة أهداف عبر تورام ودومفريس. وسيكون أي منهما على موعد مع دخول التاريخ، إن تمكن من التسجيل في الإياب، ليكون أول لاعب من إنتر يسجل في ذهاب وإياب نصف نهائي منذ الأسطورة جياشينتو فاكيني في الموسم 1966-1967.

إنزاجي اختار إراحة معظم عناصر تشكيلته الأساسية في لقاء الدوري الإيطالي أمام هيلاس فيرونا، الذي فاز به بهدف دون رد، ما يعكس حجم التركيز على لقاء اليوم، في ظل منافسة محتدمة على صدارة الدوري الايطالي مع نابولي.

المباراة المرتقبة ستكون المواجهة الـ18 بين الفريقين أوروبياً، وهو رقم لا يتفوق عليه سوى مواجهات بايرن ميونيخ وريال مدريد (28)، يوفنتوس وريال مدريد (21)، وإنتر وريال مدريد (19).

والمفارقة أن آخر مواجهتين بين إنتر وبرشلونة انتهتا بنفس النتيجة (3-3)، في تشرين الأول  2022.

ويأمل إنتر، المتوج ثلاث مرات في 1964 و1965 و2010، في بلوغ النهائي للمرة الثانية في ثلاث سنوات، بعد خسارته في 2023 أمام مانشستر سيتي الإنجليزي 0-1.