انتفض برشلونة وعاد من تأخره مرتين أمام ضيفه إنتر ميلان ليتعادل الفريقان 3-3 في مباراة مثيرة بذهاب قبل نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم على ملعب مونتجويك الأولمبي أمس الأربعاء.

وسجل دينزل دومفريس هدفين لإنتر، الذي تقدم 2-صفر ثم 3-2، بينما أبهر الأمين جمال نجم برشلونة الشاب الجميع بمجهود فردي رائع ليبدأ عودة صاحب الأرض.

وبعد مباراة متقلبة، ظهرت فيها مهارة إنتر في إنهاء الهجمات وقدرته على استغلال الكرات الثابتة، بالإضافة إلى قوة برشلونة الهجومية ونقاط ضعفه الدفاعية، سيكون أمام الفريقين فرصة في مباراة الإياب على ملعب سان سيرو يوم الثلاثاء المقبل، وسيحاول الفريقان حجز مقعد في النهائي الذي يقام في ميونيخ ضد الفائز من مواجهة أرسنال وباريس سان جيرمان.

وبدأ إنتر المباراة بقوة وافتتح التسجيل بعد 30 ثانية من صفارة البداية بهدف رائع بكعب القدم من ماركوس تورام، وهو أسرع هدف على الإطلاق في قبل نهائي دوري أبطال أوروبا.

وعزز الفريق الزائر تقدمه في الدقيقة 21 بتسديدة مباشرة من دومفريس بعد ركلة ركنية.

وقاد جمال (17 عاما) برشلونة للعودة وأطلق تسديدة رائعة من داخل منطقة الجزاء بعد تقدمه بذكاء من الناحية اليمنى ليقلص الفارق بعد ثلاث دقائق من هدف إنتر الثاني.

بخوضه مباراته المئة مع برشلونة بعمر 17 عاما و291 يوما فقط، أصبح جمال أصغر لاعب يُسجل في قبل نهائي دوري أبطال أوروبا، متجاوزا كيليان مبابي الذي كان يبلغ من العمر 18 عاما عندما فعل ذلك في عام 2017.

وكاد جمال أن يسجل مجددا، لكن تسديدته من مسافة قريبة اصطدمت بالقائم، قبل أن يحرز فيران توريس هدف التعادل لصاحب الأرض في الدقيقة 38 بتسديدة من مسافة قريبة.

واستعاد إنتر ميلان التقدم في الدقيقة 64 رغم هيمنة برشلونة، عندما أحرز دومفريس هدفه الثاني بضربة رأس بعد ركلة ركنية.

ورد صاحب الأرض فورا، بعد أن ارتطمت تسديدة رافينيا القوية من خارج منطقة الجزاء في العارضة قبل أن ترتد من رأس حارس مرمى إنتر يان زومر إلى الشباك.

 

“ضرورة الفوز”

قال رافينيا لقناة موفيستار بلس “عندما تلعب على ملعبك مثلما فعلنا، فإن الإحساس هو أننا كان يجب أن نحقق نتيجة أفضل”.

وأضاف “لا يمكننا استقبال كل هذه الأهداف خاصة على ملعبنا. صحيح أنه يجب الإشادة بقوة منافسنا الذي لعب بشكل جيد اليوم، لكننا برشلونة ومن الضروري أن نفوز على أرضنا”.

وتابع “لكن النتيجة ليست سيئة للغاية، وكل شيء مفتوح في مباراة الإياب، لذلك سنحاول تصحيح الأخطاء حتى نتمكن من الذهاب إلى ميلانو ونحقق الفوز الذي سيقودنا إلى النهائي”.

وفي المباراة المثيرة، تألق إنتر في إنهاء الهجمات وصمد أمام هجوم برشلونة الشرس، مستغلا الهجمات المرتدة والكرات الثابتة. ولعب حارس مرماه يان زومر دورا رئيسيا في خروج إنتر بالتعادل بعد مجموعة من التصديات الرائعة.

وبدا أن برشلونة، الذي حقق فوزا مثيرا 3-2 على غريمه ريال مدريد في نهائي كأس ملك إسبانيا يوم السبت الماضي، يشعر بتأثير تلك المباراة المرهقة التي سادها التوتر واستمرت 120 دقيقة.

وتعرض برشلونة، الذي يفتقد بالفعل للمهاجم روبرت ليفاندوفسكي، لضربة أخرى عندما اضطر المدافع الفرنسي جول كوندي إلى مغادرة الملعب في الشوط الأول بسبب إصابة عضلية محتملة.

كما عانى إنتر أيضا من الإصابات، حيث لم يتمكن مهاجمه وقائده لاوتارو مارتينيز من العودة في الشوط الثاني بسبب مشكلة في عضلات الفخذ الخلفية، كما أن مدافعه بنجامين بافار غاب أيضا عن المباراة بسبب إصابة في الكاحل.

وقدم جمال لاعب برشلونة أداء مذهلا وبدا أنه لا يُقهر، لكنه سدد مرتين في إطار المرمى.

وظن هنريخ مخيتاريان أنه سجل الهدف الرابع لإنتر بعد هجمة مرتدة سريعة أخرى، لكن تقنية حكم الفيديو المساعد أظهرت أنه كان في موقف تسلل بفارق ضئيل للغاية.

وقال أليساندرو باستوني مدافع إنتر لشبكة سكاي سبورتس “كانت مباراة جميلة وممتعة، حتى من أرض الملعب، عشنا التجربة جيدة في مواجهة لاعبين من طراز فريد”.

وأضاف “نحن سعداء بالنتيجة، كان يمكننا تجنب بعض الأخطاء لو لعبنا بحذر أكبر، لكن يجب الإشادة ببرشلونة”.

وقال في ختام حديثه “الآن النتيجة هي التعادل، والفائز سيتأهل إلى النهائي، وعلينا تحقيق ذلك”.