طلب جمهوريون كبار متحالفون مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الأحد تغيير موقفه بشأن الحرب مع روسيا أو تقديم استقالته، مما زاد من الضغوط على الزعيم الأوكراني بعد اجتماع عاصف في البيت الأبيض الأسبوع الماضي.

وأبدى زعماء أوروبيون دعمهم لزيلينسكي في اجتماع استضافته لندن اليوم الأحد. وحث رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر نظراءه على زيادة جهودهم الدفاعية وذلك بعد يومين فقط من دخول ترامب ونائبه جيه.دي فانس في مشادة كلامية مع زيلينسكي في المكتب البيضاوي مما دفعه إلى المغادرة مبكرا دون التوقيع على صفقة معادن كانت مزمعة.

وأصابت هذه المشادة قادة العالم بحالة من الذهول وأثارت تساؤلات حيال المرحلة التالية من الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا منذ ثلاث سنوات، وجهود ترامب لإنهائها.

وقال زيلينسكي في الاجتماع إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يحترم اتفاقا لوقف إطلاق النار أبرم في عام 2019، ووصفه بأنه قاتل وإرهابي.

وقال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض مايك والتس إنه ليس من الواضح بالنسبة للإدارة الأمريكية ما إذا كان زيلينسكي مستعدا للتفاوض على إنهاء الحرب.

وأضاف والتس أن ترامب يريد التوصل إلى سلام دائم بين موسكو وكييف يتضمن تنازلات عن أراض في مقابل ضمانات أمنية بقيادة أوروبا.

وعندما سئل في برنامج “ستيت أوف ذي يونيون” على شبكة (سي.إن.إن) عما إذا كان ترامب يريد استقالة زيلينسكي، قال والتس “نحن بحاجة إلى زعيم يمكنه التعامل معنا، والتعامل في النهاية مع الروس وإنهاء هذه الحرب”.

وأضاف “إذا اتضح أن الدوافع الشخصية أو الدوافع السياسية للرئيس زيلينسكي تختلف عن إنهاء القتال في بلاده، فأعتقد أننا نواجه مشكلة حقيقية”.

وتساءل السناتور الأمريكي لينزي جراهام، وهو حليف كبير لترامب ومدافع عن أوكرانيا، في تصريحات للصحفيين يوم الجمعة عما إذا كانت الولايات المتحدة يمكنها العمل مع زيلينسكي بعد الصدام الذي حدث في البيت الأبيض.

كما عبر رئيس مجلس النواب مايك جونسون عن اعتقاده بأنه سيكون من الضروري أن يكون لأوكرانيا قائد مختلف إذا لم يمتثل زيلينسكي للمطالب الأمريكية.

وقال زعيم الجمهوريين في الكونجرس لبرنامج “ميت ذا برس” على شبكة (إن.بي.سي) “يجب أن يتغير شيء ما. إما أن يعود إلى رشده ويعود إلى الطاولة بامتنان، أو ستكون هناك حاجة إلى قائد آخر للبلاد للقيام بذلك”.

وأضاف “بصراحة، أود أن أرى بوتين مهزوما. فهو عدو للولايات المتحدة. ولكن في هذا الصراع، يتعين علينا أن نضع حدا لهذه الحرب”.

* “أمر مخز تماما”

أبدى أعضاء في الحزب الديمقراطي اعتراضهم أيضا على ما دار في الاجتماع بين ترامب وزيلينسكي.

وانتقد السناتور كريس ميرفي البيت الأبيض بسبب تقربه من روسيا أكثر من الدول الأخرى.

وقال في تصريحات على شبكة (سي.إن.إن) “ما يحدث الآن هو أمر مخز تماما. لقد أصبح البيت الأبيض ذراعا للكرملين… كانت الذريعة الكاملة لذلك الاجتماع … هي محاولة إعادة كتابة التاريخ من أجل توقيع صفقة مع بوتين تمنحه أوكرانيا. هذا أمر كارثي للأمن القومي الأمريكي”.

وقال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو في برنامج “ذيس ويك” على شبكة (إيه.بي.سي)“سنكون مستعدين لمعاودة التواصل عندما يكونون مستعدين للسلام“. وأضافأنه لم يتحدث إلى زيلينسكي أو نظيره الأوكراني أندريه سيبيها منذ يوم الجمعة.

وقالت السناتور الديمقراطية إيمي كلوبوشار في البرنامج نفسه إنها شعرت “بفزع” من المشادة في المكتب البيضاوي، وإنها التقت بزيلينسكي قبل ذهابه إلى البيت الأبيض يوم الجمعة.

وأضافت “لا يزال هناك مجال” للتوصل إلى اتفاق سلام.