تسارع تضخم أسعار المستهلكين في الصين إلى أسرع وتيرة في خمسة أشهر في يناير كانون الثاني بينما استمر تراجع أسعار المنتجين مما يعكس إنفاقا استهلاكيا متباينا وضعفا في أنشطة التصنيع.

ويقول محللون إن العوامل التي تؤدي لتراجع التضخم من المرجح أن تستمر في الصين هذا العام ما لم يتمكن صناع السياسات من إعادة تحفيز الطلب المحلي الراكد إذ أضافت الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على السلع الصينية ضغوطا على بكين لتحفيز النمو في ثاني أكبر اقتصادات العالم.

وأظهرت بيانات المكتب الوطني للإحصاء اليوم الأحد ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين 0.5 بالمئة الشهر الماضي مقارنة بالشهر ذاته من العام الماضي، متسارعا من زيادة 0.1 بالمئة في ديسمبر كانون الأول وهو ما يتجاوز تقديرات بالارتفاع 0.4 بالمئة في استطلاع أجرته رويترز لآراء خبراء اقتصاديين.

وتسارع التضخم الأساسي الذي يستبعد أسعار سلع متقلبة مثل الغذاء والوقود إلى 0.6 بالمئة في يناير كانون الثاني من 0.4 بالمئة في ديسمبر كانون الأول.

وارتفع مؤشر أسعار المستهلكين 0.7 بالمئة في يناير كانون الثاني مقارنة مع الشهر السابق له، وهو ما يقل عن توقعات بارتفاع 0.8 بالمئة.

وبالنسبة للعام الماضي، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين 0.2 بالمئة بما توافق مع معدل العام السابق عليه لكنه يقل كثيرا عن المستهدف رسميا وهو نحو ثلاثة بالمئة للعام الماضي بما يعني أن التضخم لم يصل للمستهدف السنوي للعام الثالث عشر على التوالي.

وانكمشتأنشطة التصنيع في الصين بشكل غير متوقع في يناير كانون الثاني، في حين ضعف نشاط الخدمات، مما أبقى على الدعوات المطالبة بمزيد من الإجراءات التحفيزية.

ومن المتوقع على نطاق واسع أن تبقي بكين على توقعاتها للنمو الاقتصادي بنحو خمسة بالمئة هذا العام، لكن الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة ستضع ضغوطا على الصادرات.

وانخفض مؤشر أسعار المنتجين 2.3 بالمئة على أساس سنوي في يناير كانون الثاني، وهو ما يماثل انخفاض ديسمبر كانون الأول وأعلى من الانخفاض المتوقع بنسبة 2.1 بالمئة. واستمر انكماش أسعار المصانع على مدار 28 شهرا.

وقال تشيوي تشانغ، رئيس شركة بنبوينت أسيت مانجمنت وكبير الاقتصاديين فيها، إن من غير المتوقع أن تغير الحكومة سياستها النقدية أو المالية قبل جلسة البرلمان السنوية المقررة في مارس آذار.

وأضاف تشانغ “بالنسبة لصانعي السياسات، يبدو أن عوامل الغموض الخارجية تفوق التحديات الاقتصادية المحلية في هذه المرحلة”.