قال مسؤولون إن العراق يهدف للانتهاء بحلول عام 2026 من بناء منشأة جديدة لمعالجة مياه الصرف الصحي في البصرة، وهي من أكبر وحدات المعالجة من نوعها وبدأ العمل على إنشائها في عام 2022.

وتقع البصرة عند التقاء نهري الفرات ودجلة بالقرب من الخليج عند منطقة الأهوار جنوب العراق، وهي واحدة من المدن القليلة في الشرق الأوسط التي لا يوجد بها نظام فعال لمعالجة المياه.

وقال المهندس عماد جميل مدير مشروعات الصرف الصحي في البصرة “وحدة المعالجة المرحلة الخامسة هي سلسلة من وحدات المعالجة تبدأ من المرحلة الأولى والثانية والثالثة والرابعة والخامسة. المرحلة الخامسه هي منشأة على مساحه قدرها 120 دونم وبطاقة تصميمية 150 ألف متر مكعب”.

وأضاف “طبعا يتم إنشاء سلسلة من الأحواض والمنشآت لغرض المعالجة لمياه الصرف الصحي. تبدأ بالمعالجة الفيزيائية والبيولوجية والكيمائية للحصول على مياه صديقة للبيئة صالحة للزراعة يمكن الاستفادة منها في أغراض الزراعة. المياة الخارجة من المحطة التي تكون فائضة يتم تصريفها لخط دفع طوله 9 كيلومترات وبقطر متر ونصف إلى مبذل شط البصرة”.

وتم بناء هذه المنشأة للتعامل مع مياه النهر الملوثة بشدة والتي تتسرب إلى مياه الشرب.

ويقول المهندس ميثم عباس مدير المشروع “(الماء) اللي يخرج من الأحواض بعد أحواض الترسيب يعالج بأحواض الكلور ينضافله كميه من الكلور للتعقيم بعدها يطرح إلى النهر وجزء منه يذهب إلى أحواض تسمى مياه السلج (مخلفات المياه)”.

وأوضح أن “بعضا منها يرجع إلى نفس المحطة كتغذية للمحطة لأن المحطة تعمل بطريقة البكتريا المنشطة فيجب أن تكون مستمرة كمية البكتريا داخل الأحواض حتى تعالج المياه، الجزء الفائض من كمية السلج يذهب إلى أحواض التجفيف هي عملية فلترة للمياه والمخلفات التي تنتج منها يتم جمعها والاستفادة منها في الأسمده النباتية”.

وبات نهر شط العرب الآن ملوثا لدرجة أنه يهدد حياة أكثر من أربعة ملايين نسمة في ثاني أكبر مدينة في العراق، بعد أن كان ذات يوم شريانا نابضا بالحياة للمياه العذبة يمر عبر البصرة.

وقال مدير دائرة البيئة في البصرة وليد الموسوي “مياه الصرف الصحي غير المعالجة لها تاثيرات وخيمة على صحة الإنسان بالدرجة الأساس لأنه مياه الإسالة (مياه الشرب) تضخ من شط العرب ومن بعض الأنهر اللي فيها مصبات لمياه الصرف الصحي بكل أسف طبعا التنوع الأحيائي أكيد يتضرر كثيرا”.

كما أضاف “حياة الأسماك والروبيان وبقية الأحياء اللي تعيش في المياه كذلك الطيور التي تعيش في الأهوار الحقيقية متضررة من كذا نوع من الأنشطة المخالف للمعايير البيئية لذلك نعول كثير على عملية إن يسار إلى نصب وحدات المعالجة وتزويد هذه المساحات بمياه من شأنها أن تعزز صمود الواقع البيئي والتنوع الأحيائي في مناطقنا وفي أهوارنا”.

كانت البصرة تمتلك بنية تحتية متقدمة للصرف الصحي في ستينيات القرن الماضي، لكنها انهارت منذ عقود من الزمن، مما حول الممرات المائية إلى مستنقعات تزداد رائحتها الكريهة سوءا بسبب مناخ الصحراء الحار.

وستستخدم محطة المعالجة، التي تبلغ تكلفتها 120 مليار دينار عراقي (91.6 دولار)، المياه المعالجة لري المزارع وتغذية الأهوار واستخدام المخلفات في الزراعة عبر تصنيع الأسمدة.

وقال الموسوي “طبعا المياه الناتجة والمعالجة من وحدات المعالجة من الأهمية بمكان، ممكن الاستفادة منها في عدة أغراض ممكن الاستفادة منها في تعزيز واقع الأنهر لا سيما نحن نعاني من شحة مياه نتيجة قلة الإطلاقات المائية من دول المصدر، ونقصد بذلك تركيا وإيران فالحقيقة هذه المياه المعالجة من شأنها أن تعزز الرصيد المائي في الأهوار وفي الأنهر الداخلية”.

وعانى جزء كبير من العراق من الدمار خلال سلسلة من الحروب المدمرة منذ ثمانينيات القرن الماضي. لكن البصرة تضررت بشكل خاص كمدينة تقع على خط المواجهة في الحرب مع إيران، على بعد بضع عشرات من الكيلومترات فقط عبر دلتا شط العرب إلى الشرق.

وشهد بناء المنشأة انتكاسة أولية بعد رحيل الاستثمار الياباني بسبب التهديدات خلال احتجاجات في عام 2018.

 

خدمة الشرق الأوسط التلفزيونية