قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الجمعة إن مجلس الوزراء الأمني سيجتمع للموافقة النهائية على اتفاق مع حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن.

وفي غزة، واصلت الطائرات الحربية الإسرائيلية غاراتها المكثفة، وقالت السلطات الفلسطينية في وقت متأخر أمس الخميس إن 86 شخصا على الأقل قتلوا في اليوم التالي لإعلان الهدنة.

وفي ظل الانقسامات القائمة منذ فترة طويلة بين الوزراء، أرجأت إسرائيل اجتماعات أمس الخميس كان من المقرر أن تشهد تصويت مجلس الوزراء الأمني على الاتفاق، وحملت حماس مسؤولية التأخير.

لكن مكتب نتنياهو قال في وقت مبكر اليوم الجمعة إن الموافقة وشيكة.

وذكر مكتبه في بيان “أبلغ فريق التفاوض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أنه تم التوصل إلى تفاهمات بشأن إطلاق سراح الرهائن”.

وأضاف أن مجلس الوزراء الأمني المصغر سيجتمع اليوم الجمعة قبل أن تجتمع الحكومة بكامل أعضائها في وقت لاحق لإقرار الاتفاق.

ولم يتضح بعد ما إذا كانت الحكومة بكامل أعضائها ستجتمع اليوم الجمعة أو غدا السبت وما إذا كان من المحتمل تأجيل بداية وقف إطلاق النار المقررة يوم الأحد.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي إن واشنطن تعتقد أن الاتفاق ماض في المسار الصحيح، مشيرا إلى أنه من المتوقع التوصل إلى وقف إطلاق النار في الصراع المستمر منذ 15 شهرا ربما في عطلة نهاية الأسبوع.

وقال لشبكة (سي.إن.إن) الإخبارية الأمريكية أمس الخميس “لا نرى شيئا يشير إلى أن الأمر سوف يخرج عن مساره في هذه المرحلة”.

وحثت مجموعة تمثل عائلات الرهائن الإسرائيليين في غزة، المقرر إطلاق سراح 33 منهم في المرحلة الأولى من الاتفاق التي تستمر ستة أسابيع، نتنياهو على المضي قدما في الاتفاق على وجه السرعة.

وقالت المجموعة في بيان صدر في وقت متأخر من مساء أمس الخميس ونقلته وسائل إعلام إسرائيلية “كل ليلة يقضيها الرهائن الثماني والتسعون هي ليلة أخرى من كابوس مروع. لا تؤخروا عودتهم حتى ولو لليلة واحدة أخرى”.

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في وقت سابق أمس الخميس إن هناك حاجة إلى حل “مسألة عالقة” في المفاوضات.

وقال مسؤول أمريكي طلب عدم نشر اسمه إن الخلاف يتعلق بأسماء عدد من السجناء الذين تطالب حماس بالإفراج عنهم. وقال المسؤول إن بريت ماكجورك مبعوث الرئيس جو بايدن وستيف ويتكوف مبعوث الرئيس المنتخب دونالد ترامب في الدوحة مع وسطاء مصريين وقطريين للعمل على حل الخلاف.

وقال المسؤول الكبير في حركة حماس عزت الرشق إن الحركة لا تزال ملتزمة باتفاق وقف إطلاق النار.

وقال بايدن أمس الخميس إن نتنياهو عليه أن “يجد طريقة لاستيعاب المخاوف المشروعة” للفلسطينيين فيما يتعلق باستمرار إسرائيل على الأمد الطويل.

وقال بايدن الذي يسلم السلطة للرئيس المنتخب ترامب يوم الاثنين، في مقابلة مع شبكة إم.إس.إن.بي.سي “فكرة أن إسرائيل ستكون قادرة على مواصلة البقاء في الأمد الطويل دون استيعاب القضية الفلسطينية… لن تحدث”.

في غزة، تحول الفرح بالهدنة إلى حزن وغضب بسبب القصف المكثف الذي أعقب الإعلان يوم الأربعاء.

وكان تامر أبو شعبان يغالب دموعه وهو يقف بجوار جثمان ابنة أخته الصغيرة الملفوفة بكفن أبيض على أرضية مشرحة في مدينة غزة. وقال إنها أصيبت في ظهرها بشظايا صاروخ بينما كانت تلعب في ساحة المدرسة التي كانت الأسرة تحتمي بها.

وأضاف “هاي الهدنة اللي بيحكوا عنها؟ شو ذنب هاي الطفلة الصغيرة مشان يصير فيها هيك؟ شو عملت؟ حاربت إسرائيل؟”.

 

* تصويت متوقع

لن تصبح موافقة إسرائيل على الاتفاق رسمية حتى يقره مجلس الوزراء الأمني المصغر ​​والحكومة الإسرائيلية، وكان من المقرر التصويت عليه أمس الخميس لكن نتنياهو أرجأ الاجتماع واتهم حماس بتقديم مطالب في اللحظة الأخيرة.

وتوقع بعض المحللين السياسيين أن يتأخر بدء وقف إطلاق النار المقرر يوم الأحد إذا لم تنته إسرائيل من الموافقة عليه حتى يوم السبت.

ولا يزال المتشددون في حكومة نتنياهو، الذين يقولون إن الحرب لم تحقق هدفها المتمثل في القضاء على حماس ويجب ألا تنتهي حتى يتم ذلك، يأملون في وقف الاتفاق.

ومع ذلك، يتوقع أن يدعم أغلب الوزراء الاتفاق.

وفي القدس، خرج بعض الإسرائيليين إلى الشوارع حاملين توابيت فارغة احتجاجا على وقف إطلاق النار وأغلقوا طرقا واشتبكوا مع الشرطة. وأوقف متظاهرون آخرون حركة المرور حتى فرقتهم قوات الأمن.

وجرى التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار يوم الأربعاء بعد جهود وساطة من قطر ومصر والولايات المتحدة.

ويتضمن الاتفاق كمرحلة أولى ستة أسابيع من وقف إطلاق النار وانسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة.

وينص الاتفاق على إطلاق سراح عشرات الرهائن المحتجزين لدى حماس، بما في ذلك النساء والأطفال وكبار السن والمرضى، مقابل إطلاق سراح مئات السجناء الفلسطينيين المحتجزين في إسرائيل.

ويمهد الاتفاق الطريق إلى زيادة المساعدات لغزة التي نزح معظم سكانها ويواجهون الجوع والأمراض والطقس البارد.

وشنت إسرائيل حملتها العسكرية على قطاع غزة واجتاحته بريا بعد أن هاجم مقاتلون بقيادة حماس بلدات بجنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023، مما أسفر وفقا لإحصاءات إسرائيلية عن مقتل 1200 واحتجاز أكثر من 250 رهينة من الإسرائيليين والأجانب.

وإذا نفذ وقف إطلاق النار بنجاح، فإنه سيوقف القتال الذي دمر أجزاء كبيرة من القطاع وقتل أكثر من 46 ألفا وشرّد معظم سكانه الذي كان يبلغ عددهم 2.3 مليون نسمة قبل الحرب، وفقا لوزارة الصحة في القطاع.