عندما أطلق المليادير الأميركي إيلون ماسك شركته الناشئة للذكاء الاصطناعي “xAI” كان لديه ميزة رئيسية عن منافسيه، وهي إمكانية الوصول إلى كم هائل من البيانات من منصة تويتر التي استحوذ عليها سابقًا.

وبعدها سرعان ما غير ماسك اسم “تويتر” إلى “إكس”، ومنع شركات الذكاء الاصطناعي الأخرى من الوصول إلى نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بشركته، وبدأ في استخدام الملايين من مستخدمي “إكس” في اختبار النتائج.

ويستخدم ماسك هذا الأسلوب في إطلاق واختبار نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بـ”xAI”، منذ إطلاق الشركة النسخة الأولى من “Grok” وهو من نماذج اللغة الكبيرة، بحسب تقرير لموقع “The Verge” المتخصص في أخبار التكنولوجيا، اطلعت عليه “العربية Business”.

وأتاح “Grok” ميزات منها تلخيص القصص الشائعة، كما تم إطلاق روبوت الدردشة “Grok” والذي كان متاحًا في البداية حصريًا لمستخدمي “إكس”.

ويبدو أن المنصة تعمل على تطوير تحسينات بالذكاء الاصطناعي للمنشورات، بما في ذلك ميزة تسمح لـ “Grok” بتعديل تغريدات المستخدم.

إضافة إلى ذلك، يبدو أن روبوت الدردشة سيضيف أيضًا الاستعلامات المعتمدة على الموقع، مما يتيح للمستخدم السؤال عن الإمكان والأشياء القريبة منه، مثل محال البقالة.

سيطرة “xAI”

تشير هذه التطورات إلى أن استيلاء شركة الذكاء الاصطناعي الناشئة “xAI” على منصة “إكس” لا لبس فيه، خاصة مع وجود “Grok” من “xAI” في مكان بارز في شريط الأدوات الرئيسي بواجهة منصة “إكس”.

ربما تكون العلاقة بين “xAI” و”إكس” الأقرب والأكثر تعقيدًا بين جميع شركات ماسك. ورسميًا، فإن كل موظفي “xAI” هم أيضًا موظفون في “إكس” لكن ليس العكس.

ويحظى موظفو “xAI” بإمكانية الوصول إلى قاعدة التعلميات البرمجية لـ”إكس”، كما أن لديهم حواسيب محمولة من “إكس”. وبعد أن أخلت “إكس” مقرها في سان فرانسيسكو في سبتمبر الماضي، انتقل الموظفون إلى مقر “xAI”.

وتوفر منصة “إكس” لشركة “xAI” وسيلة للوصول الفوري لملايين المستخدمين، وهو أمر أكثر كفاءة من بناء قاعدة جماهير لـ”Grok” من الصفر.

ولدى ماسك تاريخ معروف بإنشاء شركات متشابكة ومترابطة، فعلى سبيل المثال تتقاسم شركتا “تسلا” للسيارات الكهربائية و”سبيس إكس” -التابعتان له- الخبرة الهندسية.

ويعتبر أنصار ماسك أن هذه تُعتبر ميزة استراتيجية عبقرية، فيما يزعم المنتقدون أن العلاقات المعقدة بين مشروعاته يمكن أن تخلق تضاربًا في المصالح، وتفسد عملية المساءلة وتعرض الشركات لنقاط ضعف مشتركة.

ونقل تقرير “The Verge” عن مصادر قولها إن العلاقة بين “إكس” و “xAI” معقدة، مع وجود مستويات متفاوتة من التعاون بين فرق الكيانين.

وفي حين يعقد ماسك اجتماعات منفصلة مع مهندسي كل من “إكس” و”xAI”، لا يزال نطاق التعاون اليومي بين الشركتين غير واضح.

واستعانت “xAI” لمدة ستة أشهر بنيكيتا بير، الذي كان يرأس سابقًا قسم المنتجات في شركة ميتا، من أجل توجيه عملية إضافة ميزات الذكاء الاصطناعي على “إكس”.

لكن التمويل الذي تم جمعه لشركة “xAI” منفصل عما جُمِع لمنصة “إكس”، وهو ما يسلط الضوء على الاختلاف الصارخ في القيمة.

وشهدت “xAI” نموًا هائلًا في قيمتها السوقية، إذ قُدرت بأنها بلغت 50 مليار دولار مع مضاعفة الشركة قيمتها فعليًا في غضون أشهر قليلة. وفي الوقت نفسه، كافحت “إكس” للحفاظ على قيمتها. وقدرت أحدث منح الأسهم للموظفين في أكتوبر 2023 قيمة الشركة بـ 19 مليار دولار، أي أقل من نصف سعر شراء ماسك البالغ 44 مليار دولار.

وبينما تستفيد “xAI” بشكل كبير من ارتباطها بـ”إكس”، فمن غير الواضح ما إذا كان مستخدمو “إكس” قد استفادوا كثيرًا من “xAI”.

وبعد فترة وجيزة من طرح “إكس” لميزة القصص المدعومة من “Grok”، بدأت الأخطاء في الظهور، حيث أنتجت عناوين رئيسية زعمت أن نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس تعرضت لإطلاق نار بعد محاولة اغتيال دونالد ترامب.

هل الدمج قريب؟

على الرغم من الترابط القوي بين الشركتين، فليس من المرجح أنهما ستندمجان كليًا في أي وقت قريب.

وتعتمد الإيديولوجية وراء “xAI” على النظرة المستقبلية المبنية بشكل كبير على التكنولوجيا، بما في ذلك الذكاء الفائق مفتوح المصدر، وهيمنة تضاهي تلك الخاصة بـ”سبيس إكس” في الفضاء، ولكن في مجال الذكاء الاصطناعي.

في حين أن “إكس”، التي يسخر موظفون من أنها لم تعد الطفل المدلل لماسك، هي أكثر وضوحًا في المنتج الذي تقدمه.

وقد تعثرت خطط ماسك بتحويل “إكس” إلى “تطبيق لكل شيء”، وكذلك لم تكتمل خطط إطلاق ميزات الدفع، ويستمر المعلنون والمستخدمون في مغادرة المنصة إلى بدائل ناشئة أخرى مثل “بلو سكاي”.