قال مصطفى الكاظمي رئيس مجلس الوزراء إن ضرر الورقة البيضاء للإصلاح الاقتصادي “بسيط في البداية” لكن مردودها الإيجابي سيظهر “في وقت قريب”.
وقال الكاظمي في حوار بثه التلفزيون الرسمي إن “الورقة البيضاء حصلت على احترام دولي ومن المؤسسات المالية العالمية، وستعمل على إنقاذ العراق خلال 5 سنوات”، لافتا إلى أن “العراق لم يشهد عملية إصلاح اقتصادية حقيقية منذ أكثر من 50 سنة”.
وأضاف الكاظمي أن “العراق كان يعتمد على النفط بنسبة 96%، إلا أن الورقة البيضاء قدمت نسبة اعتماد عليه بنسبة 70%، وإصلاحا في القطاعات الإدارية والقانونية، وهذا تطلب تعديل سعر الصرف، وكل الحكومات كانت تعرف هذه الضرورة منذ عام 2012”.
وقال “رفعنا سعر الصرف وفي مقابل ذلك وضعنا 2.5 مليار دولار لدعم شريحة الفقراء ولشبكة الحماية الاجتماعية ودعم السلع الغذائية، لكن هناك من حاول أن يغير الأرقام في مجلس النواب”.
وأوضح الكاظمي أن “الكثير من قرارات الموازنة تم تغييرها في البرلمان وتم التلاعب في الموازنة، وهناك من لا يرغب بأن تنجح الحكومة”، مبينا “قدمنا طعنا بالموازنة إلى المحكمة الاتحادية، وأتمنى أن تقوم المحكمة بدورها الوطني التاريخي لتصحيح الأخطاء”.
مليارات مهدورة
وبشأن وضع الكهرباء في العراق، قال الكاظمي إنه “غير مرضٍ، والمشكلة معقدة جدا، اُهدرت مليارات الدولارات على الكهرباء، وهذه الحكومة كشفت الكثير من المشاريع المتوقفة لأسباب تتعلق بسوء التخطيط والفساد، أعدنا إحياء بعض المشاريع وفي الأسبوع الماضي افتتحنا واحدة من أكبر المحطات الكهربائية في سامراء، وخلال أشهر ننتهي من المرحلة الثانية ليصل الإنتاج الكلي لها إلى أكثر من 1200 ميغاواط”.
وأضاف الكاظمي أن “هناك مشروع محطة كهرباء متوقف في محافظة المثنى، وفرنا الأموال وذللنا العقبات وتمت معالجة المشكلة، وكذلك الحال في الناصرية ومحطات كهرباء أخرى ستفتتح قريبا”.
وأشار إلى “البدء بالربط الكهربائي مع دول الخليج وإنجاز 85% من العمل في العراق، وفي عام 2022 يتم إكمال الربط الكهربائي بالكامل مع الخليج، وكذلك الربط الكهربائي مع الأردن”.
وأوضح أن “هذه الحكومة جاءت وكان وضع عدد كبير من المستشفيات منهار، تصاعد كبير لجائحة كورونا وشح في الأسرة والأدوية، كانت لدينا فقط 7 أجهزة لفحص PCR واليوم لدينا ما يقارب 250 جهازا في عموم العراق وزيادة في الأسرة وفي خزين الأوكسجين”.
ولفت إلى “تأهيل عدد من المستشفيات التي كانت تعاني من التوقف والاندثار بسبب الفساد وسوء التخطيط، افتتحنا مستشفيات في كربلاء والناصرية والنجف ولدينا خطة لبناء 43 مستشفى في عموم العراق”، مشيرا إلى “توقيع عقود لشراء أجهزة للعناية بأطفال الخدج وإضافة 13 ألف جهاز للتنفس الاصطناعي بعد أن كان العدد بالمئات”.
وقال إن “الحكومة جاءت في ظل ظروف صعبة، توتر أمني، توتر إقليمي ودولي، انهيار بأسعار النفط وعدم وجود موازنة لعام 2020، مع كل هذا نجحنا بتوفير الأمن ومحاربة داعش وتنفيذ أكثر من 30 ألف مذكرة اعتقال ضد جماعات الجريمة المنظمة والسلاح المنفلت وجماعات المخدرات”.
نقطة التقاء
وقال الكاظمي “نعمل على أن يكون العراق نقطة التقاء وليس سببا للاختلال في التوازن، المنطقة فيها صراعات والمطلوب من العراق أن يقوم بدور يدعم استقرار المنطقة وليس ترويع شعوبها مثلما كانت سياسة صدام حسين الرعناء”.
وتابع “أؤمن بالمشروع الوطني العراقي، وبإمكانية إصلاح الأخطاء التي ارتكبت في الماضي، ولا أبحث عن دور شخصي إنما أبحث عن دور لخدمة البلاد”، مبينا أنه أبلغ القوى السياسية بأن “الانتخابات القادمة يجب أن تنتج رئيسا منتخبا للوزراء، ومن الكتل السياسية كي تتحملوا مسؤولية إدارة البلد”.
وأضاف الكاظمي “سأعارض القوى السياسية في الدورة القادمة إذا أتت برئيس للوزراء لا يتحمل المسؤولية، أو كانت الأحزاب السياسية لا تتحمل مسؤولية ما يفعله رئيس الوزراء”.
وقال “لا يجب أن تكون هناك قطيعة بين المجتمع والكتل السياسية، يجب أن يكون هناك تكامل وإصلاح لهذه العلاقة. لهذا عملت على إطفاء النيران فلسنا بحاجة الى أن ندخل حربا أهلية”.