UTV

رقعة الأزمة تتسع، لتشمل هذه المرة محافظة النجف، فالاقتصادات الصغيرة للسكان تأثرت كثيرا بمشاكل انقطاع الكهرباء، وهذه التأثيرات بدت أكثر وضوحا على أصحاب الحرف اليدوية.
تتزايد معاناة أصحاب الحرف اليدوية في العراق بسبب الانقطاعات المستمرة للتيار الكهربائي، حيث يجد هؤلاء أنفسهم أمام تحديات كبيرة تؤثر على قدرتهم على الإنتاج والعمل بكفاءة.
في أحد الأحياء الصناعية في مدينة النجف، يتحدث “أبو علي”، وهو نجار يعمل منذ أكثر من خمسين عاما، قائلا: “انقطاع الكهرباء جعلنا نضطر للتوقف عن العمل لساعات طويلة، ورغم وجود المولدات، فإن تكاليف الوقود مرتفعة ولا يمكننا تشغيلها طوال اليوم”.
أما “علي”، الذي يعمل حدادا، فيقول: “الزبائن يعتمدون علينا لتسليم طلباتهم في وقت محدد، ولكن بسبب انقطاع الكهرباء، نفقد الكثير من الوقت، ما يؤدي إلى تأخر التسليم وأحيانا فقدان العملاء”.
ولا يقتصر التأثير على الحرفيين فقط، بل يمتد إلى الأعمال الأخرى خصوصا الأعمال المتعلقة بالمواد الغذائية.. فالمعمل الذي ينتج مشتقات الحليب يعاني أيضا من زيادة تكلفة الإنتاج بسبب الاعتماد على مولدات الطاقة الكهربائية الخاصة.
بينما تستمر أزمة الكهرباء في العراق، يلجأ عديد من الحرفيين إلى حلول مؤقتة مثل استخدام المولدات أو تقليل ساعات العمل، لكن هذه الحلول لا تزال بعيدة عن تلبية احتياجاتهم الأساسية.
تبقى الحاجة ملحة إلى مبادرات مستدامة من الجهات المعنية لتحسين البنية التحتية للكهرباء وضمان استمرارية الأعمال، لأن استقرار هذه الحرف لا ينعكس على أصحابها فحسب، بل على الاقتصاد المحلي والمجتمع بأسره.

تقرير: حسام الكعبي