أكد خبراء ومختصون في الشأنين الأمني والعسكري، أن التصعيد الأمني الذي تشهده المنطقة يتطلب توثيق علاقة العراق مع التحالف الدولي لمواجهة أي تهديدات إرهابية محتملة.
وقال الناطق باسم الحكومة باسم العوادي ان ” العراق لا يزال طرفا فاعلا في التحالف الدولي”، مؤكدا أن ” العراق ليس لديه مخاوف من التداعيات الأمنية بعد أحداث سوريا كما انه ” لن يتساهل مع أي قوة تحاول التقدم باتجاه العراق”.
فيما يرى مستشار رئيس الوزراء حسين علاوي،: أن “التحالفات الدولية ضد الإرهاب مهمة جداً وخصوصاً في مرحلة مهمة من مراحل تاريخ العراق للعمل على مدى الـ 20 سنة الماضية، وبالأخص السنوات العشرة الماضية، والتي كرست لطرد ومطاردة عصابات داعش الإرهابية، والذي برز بعد سقوط مدينة الموصل سنة 2014 وانتصار القوات المسلحة العراقية عليهم، فضلاً عن فتوى الجهاد الكفائي للمرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني في النجف الأشرف، ودعم من التحالف الدولي والدول الصديقة في سنة 2017 “.
وأضاف أن “العراق عمل على مطاردة فلول داعش وتنفيذ العدالة القانونية تجاه الارهابيين وفقاً لقانون مكافحة الإرهاب لسنة 2005 ، والعمل ما بعد ذلك على مطاردة فلول داعش، وتجفيف منابع الإرهاب لتعزيز النصر، ودعم التنمية والإعمار في المحافظات المحررة”، مؤكداً “تحقيق الأهداف الاستراتيجية للانتقال بالعراق من الحرب على الإرهاب إلى التنمية والازدهار الاقتصادي، وخصوصاً في عهد حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني التي حققت بعد 25 شهراً تقدماً كبيراً في مجال مؤشرات الاستقرار والنمو الاقتصادي ومكافحة التطرف العنيف والاستمرار في تحصين النصر وبناء الدولة والمواطن وقواتنا الأمنية”.
من جانبه، قال الخبير في الشأن السياسي والدبلوماسي سعدون الساعدي، إن “حجم التعاون والعلاقة بين العراق والتحالف الدولي سيكتسبا أهمية كبيرة خلال هذه الفترة، لاسيما بعد سقوط نظام بشار الأسد”.
وأضاف أن “هنالك تعاوناً وثيقاً بين العراق والتحالف الدولي على اعتبار أن الخطر يداهم المنطقة، واحتمالية عودة داعش باتت واضحة المعالم”، لافتاً الى أن “الحكومة العراقية اتخذت إجراءات صارمة، حيث أغلقت الحدود بالكامل على 600 كيلومتر، ووضع خطوط متماسكة، وثلاثة خطوط دفاعية لقيادة قوات الحدود، ومن بعدها قوات التدخل السريع، وأيضاً قوات الحشد، بالإضافة الى الأسلاك الشائكة”.
وأشار الى أن “هنالك تفعيل الدور الاستخباري من خلال التفاعل الكبير ما بين قوات التحالف الدولي والحكومة والجيش العراقي”، مؤكداً أن “العراق بحاجة ماسة الى التعاون الوثيق مع التحالف الدولي، لأن هناك خطراً جديداً يداهم المنطقة”.
وبين أن “ما يحدث في سوريا ربما في قادم الأيام سيكون شائكاً ومعقداً وصعباً، لاسيما وأن الذين أسقطوا النظام السوري هم جماعات مسلحة كانوا في جبهة النصرة أو ما يسمى بالجيش الحر السوري”.
الى ذلك، ذكر الخبير الاستراتيجي والأمني فاضل أبو رغيف، أن “هناك تعاوناً إطارياً واضحاً بين الأجهزة الأمنية والحكومة العراقية والتحالف الدولي”، لافتاً الى أن “التحالف الدولي اطلع بدور متكامل إبان 2014 وما تلاها وكانت له ضربات جوية وفق معلومات استخبارية عراقية على مدار الساعة، لاسيما في الساحل الأيمن والأيسر من الموصل”.
وأضاف أن “التحالف الدولي جهز الجيش العراقي والأجهزة الأمنية بمعدات، فضلاً عن إجراء دورات لتدريب الجنود والمنتسبين من أجل رفع المستوى القتالي للأجهزة الأمنية العراقية”، مؤكداً أنه “كان هناك تعاون معلوماتي فني استخباراتي بين التحالف وبين جهاز المخابرات والاستخبارات والأمن الوطني”.
وتابع أن “هناك تنسيقاً بمستوى رفيع وعالي الدقة بين الأجهزة الأمنية والاستخبارية على حد سواء وبين التحالف الدولي، والذي أثمر عنه قتل عشرات القيادات وضرب مئات من المضافات التي تبتعد عن العاصمة بغداد وعن المدن والمحافظات الآمنة والمطمئنة في الكهوف والوديان وبعض الملاجئ التي يأوي لها التنظيم بين حينة وأخرى”.
بدوره قال الخبير العسكري والاستراتيجي سرمد البياتي في حديث: إن “العلاقة لا تزال موجودة بين العراق والتحالف الدولي، حيث يقوم التحالف حالياً بكل العمليات وخاصة الاسناد الجوي والاستخبارات الجوية، أي إعطاء المعلومات من الجو، مبيناً أنه “خلال الأيام الماضية كانت لديهم ضربات كبيرة في سوريا”.
وأشار الى أن “التعاون على مستوى عالٍ جداً بين قيادة العمليات المشتركة وبين التحالف الدولي، وحتى في حال خروج التحالف، ستكون هناك علاقات ثنائية مع الولايات المتحدة الامريكية من أجل القضاء على داعش”.